رسالة اليوم

30/05/2018 - مُهِمّتُنا

-

-

"بَلِ ٱخْتَارَ ٱللهُ جُهَّالَ ٱلْعَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلْحُكَمَاءَ. وَٱخْتَارَ ٱللهُ ضُعَفَاءَ ٱلْعَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلْأَقْوِيَاءَ." (كورنثوس الأولى 1: 27)

اِختيارات الله دَائماً هي الأفضل. لأنهُ كاملٌ وكُلّ ما يفعلهُ يُبدعُ فيهِ - بما في ذَلك خِياراتهِ. لذلك، لا تدعْ الشَّيْطان يُقنعكَ بأن هُناك تَناقُضَ فيما يقولهُ، لأنهُ بِكلِّ تأكيدٍ، ليَسَ في كَلامهِ كذب. لقدْ رأى العليِّ فينا شَيئاً لا نَعرفهُ، وكانت هَذهِ إرادتهُ لحَياتنا - وسَتكونُ دائماً – هي أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يَحدُث لنَا. فمن الجيدِ أن نَعرف إن الاختيارَ الذي قررهُ الرَّبّ لا يمكنُ إلغاؤهُ أو التراجُع عَنه.

اِحتقارَ مَا فعلهُ اللهُ العليِّ نِيابةً عنَّا هو حَماقةٌ للغاية، لأننَا سَنقدمُ في يَومٍ مَا تَفسيراً لمَاذا قُمنا برفضِ ما إعلانهُ لنَا. وهَذا هُو السَبب في أننَا يَجبُ علينَا دائماً أن نعِظَ بالإنجيلِ. بِالإضافةِ لذلك، فلا أحد يَحصلُ على البَركةِ بالصُدفة أو عنْ طريقِ الخَطأ، ولكنْ، بالإيمانِ المَوضُوع في قُلوبنَا واِهتمامنَا بما تُعلنهُ لنا كلمةُ الرَّبِّ. لذلك، لا تدعْ فمكَ ينطُقُ بأي شيءٍ قد يَبدو وكأنهُ عملٌ ضد قَراراتِ الله السيادية.

تُعلمنَا الكُتبُ المُقدسةُ أن قلةً من النَاس - من بينِ أولئك الذينَ يقررُ الرَّبّ أن يَكونوا شعباً لهُ – يَكونوا حُكماءً أو شعباً مخلصاً. وهَذا يُثبتُ أنهُ يُحبنا جميعاً إلا أنهُ لا يُجندُ إلا الأفضلَ أو أكثرَ قُدرةً؛ كما أنهُ يَدعو البَسيطَ والمُحقر. فالدعوة الإلهيةُ للكُلّ ولكَ أنت. فيالهُ من اِمتياز!

يُمكننَا أن نرى في الآيةِ أعلاه أنَ اللهَ اِختارَ الجُهال لِيُخْزِيَ الحُكماء، والضُعفاء لِيُخْزِيَ الأقوياء. لذلك، خُذ مُهمتك في ذَلك ! إن مَسيرتكَ مع المَسيح تَحتاج لأن نستخدم مِثل هَذهِ الطَريقة. فإن مَا يُسميه الناس حِكمةً يُخزيهِ الرَّبّ بِالجُهلاءَ، ومَا يُسميهِ الناس قوةً يُخزيهِ الرَّبّ، هَذا هُو حُب الرَّبّ الكبير لنا. لهُ كُل المَجد!

نحنُ المُتواضعين والمَرفوضين، لدينَا خدمة مهمة لمُمارستها: لقد اِخترنا الرَّبّ للحدْ من تَكبُر الفَارغين. ويَجبُ أن لا تَنحني أمَامهُم! والآن، إن الحَد من هَؤلاء لا يَتحقق عنْ طريقِ العِلم وإنما مِن خِلال سلوكنَا وفقاً لكلمةِ الله. أه، إن كانَ شعبُ الرَّب وحدهُ سيَتعلمُ كيفَ يَقودهِ القَدير. وكنيسة يَسُوع كانت سَتُحقق الكثير، أكثرَ من بكثيرٍ من ذلك، وقدْ حَققته بِالفعل!

مُهمتنا – نبيلة وعَظيمةٌ جداً وأعطيت لنَا مِن قِبلِ الخالق – لتَحويل التكبُر لغُبار. وكُل ما علينا القِيام بهِ هو اِتخاذَ القرار بِذلك. والرُّوح يفسر أن الله أعطانا هَذهِ المُهمة لأنهُ لا يُريد من أحد أن يتباهى في وجودهِ كمَا لو كانَوا مَتفوقين.

وصَلاتي لحَياتِك هي لاستخدامهَا، في كُلِّ شيءٍ، وفي تَحقيقِ الإرادةِ الإلهيةِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز