رسالة اليوم

29/05/2018 - لِذِكْرِي

-

-

"كَذَلِكَ ٱلْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: هَذِهِ ٱلْكَأْسُ هِيَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِدَمِي. ٱصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي. فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا ٱلْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ ٱلْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ". (1كورنثوس 11: 25-26)

بِدونِ العملِ الذي قامَ بهِ رَبنا يَسوعُ على الجُلجثة سَوف نَضيعُ إلى الأبدِ. فالخلاص لا يَشمل فَقط أعَظم العَطايَا - والتي هي الحَياةُ الأبديةُ مع الرَّبِّ يَسُوع – ولكنهُ يَشملُ أيضاً العديدَ من البَركاتِ الأخرى التي سَتنفعنَا إذا تَعلمنَا كيفيةَ المُطالبةِ بهَا والحُصولِ عليهَا. لذلك، يَجبُ ألا ننسى مَا فعلهُ المسيحُ من أجلنَا.

يَضطهد العدوُّ العديدَ من أبناءِ الله ويَجعلهُم يُعانونَ بلا سَببٍ. ولكنْ، عِندمَا نَعرفُ مَكانتنَا في المسيح ونُعلن أمتلاكَ بَركاتنا، لا يُمكنُ للشَّيْطانِ أن يَجعلنَا نُعاني أكثرَ. وأخيراً، يُعلنُ لنا الرَّبّ يسُوع إن معرفةَ الحقِّ هي ما تَجعلنا أحراراً (يوحنا 8: 32).

يُعلمنَا الكتابُ المُقدس" وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا "(إشعياء 53: 4). ولكنْ لكي يَتحقق ذَلك عَلينا أن نُؤمنَ بذلك ونُطالبَ بِشفائنا، ويَجبُ ألا نقبلَ أكاذيبَ الشَّيْطان. وإذا كانَ لديكَ خَطايا مَخفية في قَلبكَ ولمْ تكنْ صادقاً، أو كُنتَ تستخدم الحِيل لتَحقيقِ أهَدافِك، فلنْ تنجحَ لأن أمراضَ القلبِ شريرةً – والتي حملها أيضاً يسُوع على الصَليب – هي التي تمنعنَا من اِستخدامِ قوُّةِ الله التي لدينَا.

كان خَلاص الله كاملاً، لذلك ليسَ هُناك علامةٌ على كونهِ جُزءً منهُ إلهي وجزءٌ غيرُ إلهي، لأنهُ لو كانَ كذلك لنْ يتم الاستجابةُ لصَلاتِكَ. وأولئك الذينَ يَنمون في خداعِ أنفسهُم عندمَا تأتي الشَهوات لنْ يكونوا قادرينَ على التَخلُّصِ منهَا. أما الذين يَنتمونَ إلى الرَّبِّ يجبُ أن يَعملوا فقط بِسُلطانهِ. حمل المسيح جَميعَ خَطايانا حتى يَشفي جَسدنَا ورُوحنا ونَفسنَا.

ولو وضَعنا كلَّ الأشياءِ جانباً سَننساها بِمرورِ الوقت. ويَنطبق الشيءُ نفسهُ في العالم الرُّوحي: إذا تجاهلنَا الإعلانَ عنْ ما تمَ القيامُ به من أجلنا في الجُلجثة، سَننسى أيضاً مع مرورِ الوقت هَذا العَملُ العَظيم. ولذلكَ، فالتأملِ في ما فعلهُ يسُوع باسمنا في الجُلجثة يُساعدنَا على أن نَكونَ دَائماً على اِستعدادٍ لنوالِ البركةِ التي لنا. وأولئك الذين لا يأخذونَ حقوقهم لنْ يُسمع لهُم!

إن أفضلَ طريقةٍ للإعلانِ عن موتِ المسيحِ هي التمتعِ بالبركةِ الرائعةِ التي أعطاهَا لنَا. وعِندما نَشهدُ عنْ ما فعلهُ المسيح في حَياتنا فصدى الكلمةِ سيترددَ في قلوبِ البعيدينَ دَائماً. وفي الواقعِ أن نَجاحنا في اِنتصارنَا في كلّ أمر هو أعظمُ رسالةٍ يُمكننَا أن نَكرزَ بها، لأن الناسَ يُراقبون تصرفاتنَا ويعلمونَ أن خِدمةَ الله هي الخيارُ الأفضلُ.

لذلك، أبقى بَعيداً عن مرمى العدوُّ - وهَذا سيكونُ ممكناً فقط عِندما تأخُذ القرار بأن تُثبت فيما تقولهُ الكلمةُ. وسًتكونُ أفضلَ شهادةٍ عمَّا يُمكنُ أن يَفعلهُ العليِّ في حَياتكَ من خلالِ العيشِ والتمتعِ ببركاتهِ على أكملِ وجه. فصلاتي لحَياتك أن تكونَ مِثالاً على مَا يقدرَ الله أن يَفعلهُ بكُلِّ واحدٍ منَا!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز