رسالة اليوم

25/05/2018 - النُصح مِنْ عِندِ الرَّبِّ

-

-

" وَأَنْتَ فَٱرْجِعْ إِلَى إِلَهِكَ. اِحْفَظِ ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْحَقَّ، وَٱنْتَظِرْ إِلَهَكَ دَائِمًا"(هوشع12: 6)

إنَّ كُلَّ نصيحةٍ تمَّ تسجيلُها في الكتابِ المُقدسِ هي من فمِّ الله، وجَميعها تهدفُ إلى حِفظنا من العثراتِ؛ ومُساعدتنَا على مَعرفةِ إرادتهِ للقيام بما هو ضَروري لامتلاِك ما هو لنَا. يَكشفُ الله لنَا أفضلَ طريقةٍ للسيرِ في طريقهِ حتى نَتمكنَ من تَحقيقِ إرادتهِ المُباركة. ولذلك، فعدمُ الاهتمامِ بما يَقولهُ الرَّبّ عدمُ حكمةٍ. وأخيراً، كُلُّ ما هو غيرُ صالحٍ لنَا لا يَخرجُ من فَمهِ.

تَعليماتٌ واضحةٌ: يَحتاجُ الإنسانُ إلى الرَّبِّ لأن أولئكَ الذينَ يبتعدونَ عنْ الحقيقة يسيرونَ نحوَ المَوتِ، وهو مَا يعني الاتجاه الذي يَتعارضُ مع مَشيئةِ الله. إن الدعوةَ إلى الحُب تأتي من عِند الرَّبّ. والوحيد الذي لا يُريدُ أن يَرانا نُعاني وهو. لذلكَ، إذا كُنت لا ترى حلاً لمشاكِلك أو إذا كُنت تفتقرُ للحكمةِ لفعلِ ما هُو صحيحٌ، يَجبُ عليك أن تَتوقفَ على الفورِ عنْ ما تفعلهُ الآن، وتتخذَ القرارَ في السيرِ نحو الرَّبِّ العليِّ. وعِندما تفعلُ ذلك في حَياتك، لا تنتظر شيئاً ما ليحدُث، لأن العدوَّ سوفَ يفعلُ أي شيءٍ ليُبعدك عنْ ذلك وليقودك إلى الظُلمة والضياعِ مرةً أخرى. فأتجه إلى الله وأفعل ذَلك بحزمٍ في الاتجاه الذي يُريدهُ.

لا تُقلل من قِيمةِ ما شَعرتَ به عِندما فَهمتَ كَلمةَ الله - والحُب الذي غَمرَ قَلبكَ. فَهذا النَوعُ من المَشاعرِ يأتي من عِندِ الرَّبِّ، والذي يَجعلك تشعرُ أنك مَحبوبٌ ومقبولٌ في عَائلتهِ الإلهيةِ. أحفظ هَذا الشُعور دَاخلك بِكُل يَقينٍ، وأيضاً أفعل ذَلك مع بَركاتِك! فهذا الحُبُ الذي يُعطيهِ لنا اللهُ سُبحانهُ مُهمٌ جداً ليحفظنا من كُلِّ الاعتداءاتِ الشريرةِ، وعندمَا يأتي الشَّيْطانُ ليُجربنا، لن نقعَ في حِيلهِ الماكرة.

يَجبُ أن لا تَتجاهل هَذا الإعْلان: ٱلَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ ٱلظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، (كولوسي 13:1). فإذا لمْ يُتخذ هَذا القرار من السَماوات فَأنهُ لمْ يُنفذ، ولنْ تستطيعَ أن تَتمكنَ أبداً من التَحرُرِ من عُبوديةِ إبْليسَ. فمن الآن وصَاعداً، عِندما يأتي الخَصمُ لأقناعكَ أنهُ لا يُوجدُ حلٌ لمُشكلتِك، وأنك لنْ تنجح أبداً، يَجبُ عليكَ أن تُوبيخهُ وتُذكرهُ بِهزيمتهِ.

إن السرَّ في الحِفاظِ على الإيمانِ الذي حَصلت عليهِ عِند سَماعِك الإنجيلَ لأوِل مرةٍ، هو اِنتظارُ الرَّبِّ العلىِّ دائماً. وهَذه هي الطريقةُ التي تَجعل إلهك يَكونُ مَعك دَائماً. فلا تدع الشَّيْطان يأخُذ هَذا الإيمانَ من قَلبك، لأنهُ إذا حدثَ ذَلك، سَيكونُ قادراً على أن يُبعدك عنْ محضرِ الآب. فأنتبه بِسرعةٍ لدعوتِك، لأن الله الذي دَعاكَ لم يَكُنْ مُخطئاً عِندمَا أعطاكَ الإيمان، لِأَنَّ ٱلَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ (العبرانيين 23:10).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز