رسالة اليوم

24/05/2018 - عَهْدُ سَلَامٍ

-

-

" وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلَامٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى ٱلْأَبَدِ."(حزقيال 37: 26)

معَ الخَطيئة التي اِرتكبها آدمَ أصبحَ الإنسان وحَيداً وعاجزاً. ولكنَّ الله الرَّحيم، أقامَ معهُ عهداً جديداً بدمِ يَسوع وهُناك وعودٌ إلهيةٌ وأيضاً التزاماتٌ بتنفيذهَا. فإذا كُنت تهتم بِما يَقولهُ لنَا العليِّ، وإذا مَا فعلنا إرادتهُ، فهو وعَدنا أن يَشفينا من كُلِّ الأمراضِ - والشُرور التي تُهاجمُ أجسادنا وأنفسنَا وأرواحنَا. ولكنْ، هذا العَهد لا يَهتم فقط بالمشاكلِ التي في حَياتنا اليَوميةِ، وإنما هو يَهتمُ أيضاً بمسحِ خَطايانَا التي لمْ نفعلهَا، والتي سَتسببُ لنا المُعاناةَ طوالَ الأبديةِ في بُحيرةِ النارِ والكبريت.

كانَ هَذا العهد هو الحل. وعِندما نَقومُ بواجبنا - أي الالتزامَ بالوصايا الإلهية – يكونُ الرَّبُّ إلهناً. فقدْ قال اِنهُ سيعملُ من أجلنا وسَيدمرُ كُلَّ هجماتِ العدو ضدنا. ونتيجةً لذلك سوف نَشعرُ بالسلامِ الداخلي، مما يَعني أنهُ لنْ يكونَ هُناك فقط هُدوءٌ في الرُّوح، ولكنْ أيضاً في الصَحيةِ الجسدية والنجاحُ الرُّوحي. لقدْ صدقَ دمُ يسُوع في العَهدِ الجديد، وتمة إزالةُ كل الحواجزِ التي كانت تفصلُنا عنْ الله. وأصبح لدينَا الآن الحقَّ في الدخُولِ إلى عَرشِ النعمةِ ولا شيءَ يُمكنُ أن يَفصلنَا عن الله أبَانَا.

العهدُ الجديد أبدي. ولكنَّ خَلاصُنا يَبدأ في نَفسِ اللحظةِ التي نُؤمن بها، ولا يُمكنُ أن يَنتهي أبداً. وبهِ سنكونُ دائماً قريبينَ من الآبِ وبعيدينَ عنْ المُعاناةِ التي أُعدت لجَميعِ أولئكَ الذينَ لا يَقبلونَ هذهِ النعمةَ الرَائعةَ التي هي للجميعِ. وسَيكون فخرٌ كبيرٌ لنَا أن نُنفذ المَشيئةَ الإلهيةَ هُنا في هَذه الحَياة.

إن الأخبارَ العظيمةَ التي نَفهمُها من هَذه الآيةِ التي ندرُسها، هي أننَا أقمنَا عَهداً أبدياً مع الله، والذي فيهِ الحلُ لجمعِ مشاكلنا مَرةً واحدةً وإلى الأبدِ. والآن لا دَينونةَ عَلينا نحنُ، لَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ ٱنْتِصَارُنَا بِٱلَّذِي أَحَبَّنَا. (رومية 37:8). وحتى لو أصرت قوى الجَحيم على قَمعنَا، فلنْ تتمكنَّ من اضطِهادنا أبداً، لأننَا انتقلنا مِنْ سُلْطَانِ ٱلظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، (كولوسي 1: 13).

اِنتبه إلى الوعدِ التالي: يُؤكد الله لنَا أنهُ سَيضاعفنَا. ولذلك يجبُ أن لا نَكونَ أنانيين، بعدَ كُلِّ شيءٍ، لنْ يكونَ جيداً أن نَدخُل السماءَ بِمفردنَا، وكلمةُ الرَّبِّ تُعلنُ أن "ٱلْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ ٱلْجَلَدِ، وَٱلَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ كَٱلْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ ٱلدُّهُورِ.". (دانيال 12: 3) لذلك، علينا أن لا نسعى للذهابِ إلى الفردوسِ بِمفردنا. لكنْ خُذ المَزيد من النَاس وسِير بِهم إلى الأبديةِ معكَ.

يؤكدُ الله لنا أن مقدسهُ في وسَطنا. ولذلكَ، ليس علينا الذهابُ إلى أي مَكانٍ في هَذا العالمِ للعثورِ عليهِ. إن حُقوقنا في العهدِ الجديد تؤكدُ لنا أنه لا توجدُ حُدودٌ لأولئكَ الذينَ يَخدمونَ الله بِكُل قَلبهم.

أخي، إذا كُنت قدْ فُزت بِالجائزةِ الكبرى! فلا تدعْ الشَّيْطان يَسرق مِنك سَعادتكَ التي هي مُكافأةٌ من يَسُوع عِندما قَبلتهُ كَمخلِّصٌ لكَ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز