رسالة اليوم

21/05/2018 - نُقطَتَان هِامَّتَان

-

-

"يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ ٱللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لِأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ،" (2 تسالونيكي 1: 3)

تَختلفُ الأمورُ المُتعلقةُ بمملكةِ الله عنْ تِلك التي في العَالم. وهَنا، على سَبيلِ المِثال، كلمَا زَاد عَدد الوَرثةُ في المِيراث كلمَا كانت حِصتهًم أقل. ولكن، هَذا لا يَحدُث في مَملكة السَماوات. فكُلما زَاد عَددُ الورثةِ المُشاركين، كُلمَا كانَ الجُزء الأكبرُ هو الجُزء الذي نَعيشُ فيهِ. وفي واقعِ الأمر كُلَّ شخص جديدٍ يتغير هو بركةٌ كبيرةٌ بالنسبةِ لنَا، لأنهُ يُمكننا من خلالهم تلقى الكثير من العطايَا الهَامَة التي سَوف تَكون جَيدةٌ لنمونا الرَّوحي. وعَلينا جَميعاً أن نُصلي من أجلِ الحُصولِ على الإعلانات الإلهيِة التي تُساعدُ نمو بَعضنَا البَعض في ملكوت الله.

يَجبُ علينا أن نشكُر الرَّبَّ من أجلِ كُلِّ شخصٍ يَخلُص. وكثيراً ما يتصرف أولئكَ الذينَ ينتمون لجَسدِ المسيح كأعضاء جدد بِجهلِ ولامُبالاة، وهَذا الشيء لا يَجبُ أن يَكونَ مَوجوداً بين القَديسين. إن اِحتقارَ أي شَخصٍ لأي سَببٍ، يُسيءُ إلى الآب. فالكراهيةُ تُعتبرُ خَطيئةٌ خَطيرةٌ بالفعل، ويُمكنك أن تتخيلَ كم هو خَطيرٌ أن يَكرهَ أبنُ الله أخيهِ أو يَحُثه على هَذه الخَطية؟" وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ ٱلْعَثَرَاتِ! فَلَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْعَثَرَاتُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي بِهِ تَأْتِي ٱلْعَثْرَةُ!"(متى 18: 7)

إنهُ لواجبٌ عَلينا أن نَعترفُ بقيمةِ كُلِّ عَضو في جَسدِ الرَّبّ ونَشكُر الرَّبَّ من أجلِ حَياتهِ، لأن هَذا الشي غَايةً في الأهمية بالنسبة للخَالق، لأنهُ يَدُل على أننَا نَعترف بأعَمالهِ ونَشكرهُ عليها. وقد مَنع الشَّيْطان لسوءِ الحظ، الكثيرينَ من إدراكِ تلكَ الحقيقةِ، وهي إعطاءُ الشُكر اللازمَ للخالق، من أجلِ إخوتهم وأخَواتِهم في المَسيح.

يُظهر الرَسول بُولس أيضاً بين خُطوط الرسَالة إلى تَسالونيكي أننَا يَجبُ أن نَسعى جَاهدينَ لنمو إيمان إخوتنا. ويَجبُ ألا يَكونَ شَعبُ الرَّبِّ أنانياً. وكُلمَا سَمحوا لله بأن يَستخدمهُم يَصِيرون أفضلَ. فالاستمتاع بِالحياةِ والنَجاح فيها يَعتمدُ كثيراً على تَقدُمِ أولئكَ الذينَ يُسمونَ باسمِ الرَّبِّ. ولذلكَ، إذا كانَ الأمرُ متروكاً لكَ، اِتخذ مَوقفاً محترماً وأبذلِ كُلِّ جُهدك لجعلِ كُلِّ أخٍ وأختٍ في المَسيح مُباركينَ جِداً.

الحُب هو أعظمُ شيءٍ في حَياتِنا، ولا يَنبغي أن يَكونَ مَحدوداً؛ بلّ بالعكسِ، يَجبُ أن تَزدادَ أكثر فأكثر لأنهُ بدونِ هذهِ الصَفة الإلهيةَ، لنْ يَستطيع الرَّبَّ أن يُنقذَ الضَائعينَ من خِلالك. لقدَ علمنَا المَسيح أن لا نَكونَ مَعروفينَ عنْ طريقِ المَواهِب التي لدينَا، ولكنْ، عن طريقِ مَحبتنا للآخرينَ مِثلمَا هو أحَبنَا. وعِندمَا يَزداد مَحبةُ اللهِ في قُلوبنَا سَوفَ يَستفيدُ الجميع. وكُلُّ من يَحتاجُ لصلاتِك أو لمُساعدتكَ في تَحققِ المُهمةِ المُلقاةِ على كَتفك! وفقط أولئكَ الذينَ يَعرفونَ مَحبةَ الآبِ يُمكنهُم أن يَفعلوا ذَلكَ ويَتصرفوا بهذهِ الطريقةِ.

ويجبُ أن نَكونَ مِثل خَلايا جِسمنَا: ويُساعدُ أحدُنَا الآخر حتي يستطيعُ جسدُنا القيامَ بِوظائفهِ. وإذا كانَ أحدهُم أناني ولمْ يَقوم بِإنجازِ مُهمتهِ بِالكاملِ، سَيكونُ الجسدُ في مأزقٍ. أليس هَذا هو السَببُ في وجودِ الكثيرِ من الضيقِ في وسَطنا؟.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز