رسالة اليوم

03/07/2016 - احفظْ وصَايَا الرّب

-

-

حَافِظُ الْوَصِيَّةِ لاَ يَشْعُرُ بِأَمْرٍ شَاقّ، وَقَلْبُ الْحَكِيمِ يَعْرِفُ الْوَقْتَ وَالْحُكْمَ. (الجامعة 5:8)

أنا أقولُ دائماً أنّ خادِم الله الحقيقيّ قد يقِف أمَام آلاف الأشخاص الذين يسمَعون كلِمة الله لأوّلِ مرّة. فعِندما يُعلن كلِمة الإنجِيل بمسحَة من الرّوح القدس، يُدرِك هؤلاء الأشخاص ما يريده الله مِنهم أنْ يفعَلوه، لأنّه أظهَر نفسَه لهُم من خلالِ الكلِمة. ما نشعُر بهِ في قلوبِنا بشأن إرادة الرّبّ لنا سنقدّم تقريراً عَنه في اليومِ الأخير.

هناكَ نوعان مِن الوصايا علينا أن نحفَظها. الأولى هي الوصايا الشائعة للجميع، المذكورة في الكتاب المقدّس، والتي تنقسم إلى أمور توافق وأمور لا. فالوصايا السلبيّة هي : لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.(الخروج 14:20-16) إلخ... أمّا الوصايا الإيجابية: أن تَكُونَ بَرَكَةً. (التكوين 2:12) مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ. (متى 42:5).

أمّا النوع الثاني من الوصايا: فهي التي نحصل عليها بشكل شخصيّ مباشرةً مِن الرّبّ عندَ سماعِنا للكلِمة. ومثال لذلك دعوَتي للخِدمة، التي حدثَت خلالَ قراءتي لكتاب "شفاء المرضى وإخراج الشياطين" الذي كتبه ت.ل.أوسبورن. عندما كنتُ أقرأه والدّموع في عينيّ، سمِعت صوتاً في داخلي يقول لي: "هذا ما أريدك أنْ تفعَله"، لو أنّني لم أُطعْ هذا الصوت لكنتُ ذهبت إلى موسكو ودرستُ الطبّ و ربّما أصبحتُ طبيباً لكن إنساناً خاطئاً، أمّا الله فأرادني أن أصبِح خادِماً للكلِمة. واليوم أذرف دموعَ الشّكر والإمتنان، لما أرادني الرّب أن أكونه.

- كثير من المسيحيين يواظبون على حضور الكنيسة، ولديهم سمعة جيّدة، ويقدّمون عشورهم و تَقدِماتهم، ويشهدون عن محبّة وقدرة الرّب، لكنّهم يمرّون في تجارب كثيرة لأنّهم لم يحفظوا وصايا الرّب (الشائعة والشخصيّة)، يسدّون آذانهم عندما يتكلّم الرّب إليهم بهدَف تحقيقِ رغباتِهم الشخصيّة. هذا لا يعني أنّ الجميع يجِب أن يتخصّصوا في خدمة الوعظ، البعض نعم، لكن إن أعطاهُم الآب هذه الدعوة، فالله يُرسل آخرين إلى مجالات كثيرة، فالحقّ هو المكتوب: حَافِظُ الْوَصِيَّةِ لاَ يَشْعُرُ بِأَمْرٍ شَاقّ.

إن كنتَ تعتقد أنّك تهرّبت من تتميمِ الوصايا التي أعطاك إياها الرّب، وتفتخر أنّك تعيش بسلام، كن مستعدّاً: عاجِلاً أم آجِلاً ستُحاسَب على ذلك. فنحنُ خدّام الرّبّ، وعلينا أن نطيعَه في كلّ وقت. إنّه صالِح لكن صلاحَه ذو أطرٌ وقوانين. قالَ بولس الرسول: وَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. (1 كورنثوس 16:9).

فكلّ من يحفَظ وصايا الرّبّ يصبح حكيماً ويعرف الوقت والحكم ليسلك حسب مشيئة الآب.


محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز