رسالة اليوم

18/05/2018 - حَسَبَ ٱلْوَعْدِ

-

-

 " مِنْ نَسْلِ هَذَا، حَسَبَ ٱلْوَعْدِ، أَقَامَ ٱللهُ لإِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا، يَسُوعَ." (أعمال الرسل 23:13).

وعودُ الله لها أهميةٌ كبيرةٌ في حَياتِنا أنها تَكشفُ لنا عمَّا يُريدُ الربُّ القيامَ بهِ بالنسبةِ لنَا ومن خَلالنَا. وأولئكَ الذينَ لا يُعطونهَا المَكانَ المُناسبَ في حَياتِهم لا يُمكنهُم أن يَتمتعوا بِالأفضلِ الذي أعدهُ لهُم الرَّبَّ، لأنهُم لا يَعرفونَ أن الأبَ وحدهُ هو من لديهِ خِطط أفضلَ لأبنائهِ. الازدراءَ بوعودِ الله يُفرحُ العدوُّ، لأن ذَلك يَجعلنا نَبتعدُ عن طريقِ الرّبِّ في كُلِّ خطوةٍ نَخطوهَا.

هُناك شيءٌ واحدٌ مُؤكدٌ: الله ٱلَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ (عبرانيين 23:10). فالوعودُ الإلهيةُ لا تُعطى بِطريقةٍ عشوائيةٍ. بل على العَكسِ، فَجميعُها تُعطى بدقةٍ. وبِمجردِ أن نَأخُذ الإعلانَ بِالامتلاك، يجبُ أن نثقَ بأن اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ وَلَكِنَّ كَلَامَ الرَّبّ لَا يَزُولُ. (متى 35:24).

الوعد هو مثل المذكرة المستحقة الدفع والتي وقعها الرب، وذلك يجعل الوعد غير مشروط بدفع المستفيد للثمن. حسنا، قد يفلس الإنسان، وقد ينكر ما عليه من دين، أو قد يموت. ولكن ذلك لن يحدث أبداً لإلهنا، الذي لديه كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ (متى 18:28). إن شرفَ وشَخصيةَ العليِّ ستكونُ على المَحكِ إذا تَراجعَ أو لم يَفي بِوعودهِ. ومع ذَلك، ولمَجدهِ فهو لا يُغيرُ أي كلمةٍ تَخرجُ من فمهِ (عدد 19:23).

فيا إخوتي، إن قِراءةَ الكتابِ المُقدسِ ومَعرفةَ الكثيرِ من المَقاطعِ الكتابيةِ، تَجعلنا نَفهم أن الخَالقَ يُريدُ أن يُباركَ حياةَ أولئكَ الذين يَتبعونهُ. فالخالقُ واحدٌ ولا يَعرفُ الأكاذيبَ، ولم يُبالغ عِندمَا تَحدثَ عَنْك. انهُ لا يُخطئ ولم يَكن من قبيلِ الصُدفةِ أن اِختاركَ - وكانت إرادتهِ أن يَعمل في حَياتِك.

إن ما جَعلكَ تَهتمُ بقضايا الله لمْ يَكُن مُجردُ فرصةٍ بل نَتيجة لعملِ الرَّب. فلقد قامَ بالتخطيطِ لذلك، ونَفذ خِطتهُ. وكان من رحمته الله ومحبتهُ أن الله سُبحانهُ جاءَ بكَ إلى النُقطةَ التي تَكتشف فَيها أنكَ كنتَ هَدفاً لحُبهِ.

لا تبتعد! فَأنتَ جُزء من الخِطة الإلهيةِ وكُتبَ اسمُك في السَماويات. وبِالتالي فإن الله سَيفعلُ ما هو ضَروري لنَجاتِك. وهو يَعرفُ بالفعلِ ما سَتحتاجُ إليهِ عِندما تُطيعهُ. لذلكَ، كُنْ شُجاعاً وواجه كُلَّ العَقبات التي تَعترض طريقكَ للحُصولِ على البَركةِ. وعِندمَا تَقومُ بِذلكَ سَتكونُ من المُنتصرين.

خُذ مَكانكَ في المَسيح، وأصرُخ إليهِ من أجلِ الوفاءِ بوعودهِ التي قَطعهَا لكَ، وأعمل بِاسمِ يَسُوع كجُندي للرَّب ولا تَسمح للعدوُّ بأن يقنعك أنهُ هو الصَح والرَّبّ الخطأ. رَحمةُ الله وَاسعةٌ! وفي هَذهِ اللحظةِ بالذات يَبحثُ الله عنْ قَلبكَ ويَنتظرُ قَراركَ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز