رسالة اليوم

13/05/2018 - جَعَلنَا اللهُ بِهَذِهِ الكَيفِيةِ

-

-

" تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ". ( مزمور 8: 6)

الإنسان هو تُحفةُ الخَلقِ. لقد خلقَ الإنْسان ومَيزهُ عنْ الحيوانات، وكذلك، نفخَ في أنفِ آدمَ نَسمةُ حَياة. وهَذا هو السَبب - و لكونهِ أبدي – فقدْ خلقَ البَشر على صُورتهِ (تكوين 1: 26). وقدْ وهبَ الإنسانْ مع العَقل، مَهاراتٍ لمْ يُعطيها لأي من مخلوقتهِ. وإلى جَانبِ ذَلكَ، خلقهُ من رُوح ونَفس وجَسد. وعندَ يمُوت، نفَسْ الإنسان - التي تَسكُنْ فَيها المَشاعر - تتحد بالرُوح ويُولد الإنْسان من جَديد ليَعِيش في السَماويات. ولذلك، فَالأشخاص المخالفين لكلمةِ الله يَذهبونَ مُباشرةً للجَحيم.

ولأننَا وَرَثَةُ ٱللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ (رومية 17:8)، فكنزُنا عَظيمٌ جِداً. وبِغضِ النَظرِ عنْ السعادةِ الأبديةِ، فإن خِطةُ الله لنَا تتضمنُ أيضاً أعمالاً عَظيمةً للقيامِ بِها، وبِنفسِ الطريقةِ التي عمل بِها الآب والرَّبُّ يَسُوع معاً، فإننا سَنلعبُ أيضاً دَوراً مُهماَ جِداً في الأبديةِ. والعملُ الذي سَنُحققهُ في الأبديةِ لا يُشبههُ شيءٌ مما يَدورُ حَولنَا؛ ولكِنَّ طبيعةَ الإنْساِن سَتتغير بطريقةٍ لا يُمكننَا فَهمها الآن.

نحنُ لدينَا السَلطان للقيامِ بأعمالِ العليِّ، سِواء تِلك التي يُمكننَا رُؤيتها - العَالم المَادي – أو تِلك التي لا يُمكننَا رُؤيتها في العَالم الرُّوحي، ولكننَا نَعرفها عنْ طريقِ كلمةِ الله. ومنْ أجلِ أن تَكون سُلطتُنَا كَاملة، نَحنُ بِحاجةٍ لمَعرفةِ الكِتابِ المُقدس والإيمانِ بهَا. إن الفَهم الذي نَحصُل عليهِ من خِلالِ الوعظِ بالكلمةِ أو عنْ طريقِ الخُضوعِ لما يُعلنهُ لنَا الرَّبّ، وهَذا هُو المَطلوب لإعطائنَا القوُّةَ اللازمةَ التي تَجعلنا أكثرَ من مُنتصرينْ (رومية 8: 37)

نحنُ الخُطاة البَائسين الذينَ غُفر لهُم بِالنعمةِ، والديدان الصَغيرةِ التي تزحفُ على الأرضِ، فلا يَجبُ عَلينا تَصديقَ كذبِ العدوُّ. نَعم، كُنا خُطاةَ. وعبيد حَقيقيين للشَّيْطان وإغراءاتهِ، ولكننَا الآن مُختلفين لأنهُ بِمجردِ خَلاصِنا، أصَبحنا أعضاءً في عَائلةِ الرَّبِّ، وشُركاءَ مع المَسيح في المِيراثِ. لذلكَ، فَنحنُ لدينَا السُلطان الكاملَ على جَميعِ أعمالِ الله. فالخلاص - وكذلكَ القَداسةِ، والشِفاء، والازدِهار، والسَلام، وغُفران الخطايا والبَركات الأُخرى التي تَترافق مَعهَا - كلها لنَا، ولهَذا يَجبُ أن لا نَتسُول بَعد الآن.

أنتَ لنْ تُمجد الرَّبَّ إذا كُنتَ تَقضي حَياتكَ كُلها وأنتَ تَقول أنكَ تُحبهُ، وأنهُ عَظيم، وجَميل ومُهيب، ولكنكَ لا تَعيشُ وفقاً للوصايا الإلهيةِ. ولكنْ، اِستخدام السُلطةَ التي أعطاك إياهَ الرَّبّ، لأن هَذهِ هي الطريقة المُناسبةَ لإعطَائهِ المَجد اللازم.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز