رسالة اليوم

11/05/2018 - الغَريِبُ الذي فَعلَ الشَّيءَ الصَّحِيح

-

-

 " 'فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ ٱللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا" (لُوقَا 15:17-16).

يعرف الله تماماً منْ منَّ الناسِ يسعى إليهِ، ويَعرفُ أيضاً مَشاكلهُم. وأقل ما يجبُ عليهم فعلهِ هو السَعي إليه وشُكرهِ على النِعمِ التي يَمنحهُم إياها.

لا توجد مُعجزةٌ تحدثُ بالصدفةِ، ولكنهَا بعملِ القوُّةِ الإلهية. وما تعلمنا إياهُ الآيةُ أعلاه، هو أنهُ يجبُ ألا نَنسى أعمالَ الرَّبِّ التي فَعلهَا مَعنا. فكثيرونَ لا يُلاحظونَ عِندمَا يشفيهم الرب سُبحانهُ حتى أو يَحُل مَشاكلهُم. وهؤلاءِ الناس لا يَهتمونَ بما يَفعلهُ الله لأجلهم. فالبعض مِنهُم يَعتقدُ أنهُ عِندما يَستجيبُ الرَّبُّ لصلواتِهم، فهو يَفعلُ ما هو مَفروضٌ عليهِ. ولكنْ، يجبُ علينا بدلاً من التَصرُفِ بهذهِ الطريقةِ، أن نفعلَ مَا فعلهُ هذا السَامريُ الصَالح: الذي كانَ يُريدُ أن يَبرأَ، وعِندما حَصل على الشِفاء عادَ وشكرَ الله.

شُكرُ الآبِ يَجعلنَا نَحصُل على الانِتصاراتَ التي تَكونُ أكثرَ بكثيرٍ مما نَتوقعُ. فبسببِ الثناءِ الذي عبرَ عنهُ هَذا الإنسانُ الذي مِن السَامرةِ للرَّبِّ، حصلَ أيضاً على الخَلاصِ. كان هُناك أيضاً تسعة ُرِجالٍ قدْ شُفوا من الجُذام، ولكنَّهم عِندمَا ماتوا رُبما لمْ يذهبوا إلى الفِردوس مع الرَّبَّ. ولذلك، فَهذا هو أهمٌ أعمالِ الله لحَياةِ الإنسانِ على وجهِ التَحديدِ : الخَلاصُ بالمسيحِ يَسُوع.

تقولُ الكلمةُ أن السامري مَجَّدَ الله بِصَوْتٍ عَظِيمٍ – فلقد فعلَ ذَلك لأنهُ كانَ سعيداً وأرادَ أن يُظهرَ للجميعِ أن الله قدْ صَنعَ مُعجزةً معهُ. وعبر عن محبته لابنِ الله من بالسقوطِ على وجَههِ والسجودِ عندَ قَدميهِ. ومنْ يفعلُ نفسَ الشيءِ يقدمُ دَليلاً على شُكرهِ، واِستسلامهِ للرَّبِّ ورغبتهِ في اِتباعهِ. من ناحيةٍ أخرى، يُظهر الذي لا يَشكُر الرَّبَّ أو الجَاحِد أنهُ يَخجلُ منهُ. وهَذا النَوعُ من الشُعور لا يَجبُ أن يَكونَ في قلبِ أي واحدٍ من أبناءِ الله، لأن الرَّبَّ سَيخجلُ أيضاً من هَذا الشَخص. فيا أخي، إن شُكرنا لله يَجبُ أن يَكونَ واضحٌ وأمامَ الجميعِ. وفَقط أولئكَ الذينَ لا يُؤمنونَ بَيسوعَ لا يَهتمونَ بالعودةِ وإعطاءهِ المجدَ بصوتِ عالٍ.

قدمَ هَذا الرجُل الشُكر لله عِندما أدركَ أنهُ قد أستعادَ صِحتهُ ولكنْ ليَس بِفعلِ سِحرٍ، وإنما بِعملِ الله الرائعِ. والآن أنا أسألُ القُراءَ الأعزاءَ: هل سَبق لكَ أن شُفيت أو تم الاستجابةُ لصَلاتِك؟ وما الذي فَعلتهُ؟ هل قُدمتَ الشُكر للآبِ؟ أو هل تَركتهُ لوقتٍ لاحقٍ، أم أنكَ ببساطةِ تَجاهلتَ الحَقيقةَ؟ لقدْ عادَ الغَريِبُ من أجلِ ذلكَ. وأنتَ، مَاذا سَتفعلُ؟

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز