رسالة اليوم

09/05/2018 - بِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ

-

-

 " وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ." (مزمور 8: 5)

 الله هو الوَحيد خَالق كُلّ الاشياءَ المَاديةِ والرُوحية. لأنهُ كامل وكُلي القُدرة، ولا يَفعل شيء عنْ طريقِ الصُدفةِ كما لو كانَ يلعب أو يَتصرف بِشكل غير مَسؤول. ولكنْ بَدلاً من ذَلك، خَلق عالمنا – الذي يَتكون من مِليارات المَجرات، ومِليارات النُجوم – حَتى يَعمل بِدقةٍ تامةٍ. وبِكلمتهِ، خلق كُلَّ شيء، شَيئا فشيئاً، و الأرض بجميعِ الظُروف المُلائمة لحياةِ الإنسان وللعيشِ مع العلي في أمن ووئام تام.

ولقد نفذَ الله خِطتهُ الإلهية بِالكامل مِئةٌ في المئة، ولكنَّ آدمَ - أوَل رَجُلٍ - أخطأ وعصى كلمةَ الله، وفَتحَ البَاب للشَّيْطان لدُخول إلى العَالم، وبِالتالي، تُشوه كُل شيء. وفي يوم مَا سَنعرفُ، أدقَ التفاصيلِ، لماذا ما عَمله الله على مِثلهُ، قامَ بهذا العملِ المَجنون. إذا لمْ يَتجاوزَ الإنسان مَشيئة الله، لكانَ كوكبنَا والكون كُلهُ جَميلاً. ولكنَّ آدم اِرتكبَ الخيانةَ العُظمى بِإرادتهِ، وبِسببِ ذلك الإنسان - الذي خططَ لهُ الرَّبّ ليَكُن على صُورتهِ - وهَيمنت عَليه الشَهوةُ والخطيئة.

حَقيقة أن الرَّبَّ خَلقنا على صُورته، تَجعلنا نُفكرُ في الرفعةِ التي كُنا نَعيشُ فيها. في الواقع، فإن الكُتب المُقدسة تَعلن أننا كُللنَا بالمجدِ، ولكن عِندما شَوهت هَذه الصُورة تُزعزعُ استقرارنَا. وذَلك، لأننا سَقطنا، وأصبحنا عَبيداً للخطيئةِ. لكِنَّ الله برحمتهِ، ووضعَ خِطةً جديدةً ونفذهَا بِهذه الرِسالةَ: لكي يُعيد الإنسان إليهِ، قدم ابنهُ يَسُوع، لكي يَموتَ في الجُلجثة ويُحقق خِطة خَلاصهِ. الآن، العَمل المُدمر الذي سَببتهُ الخَطيئةِ، أنتهى في حَياة كُلّ من يُؤمن بما فعلهُ المُخلص خِلالَ موتهِ وقيامتهِ.

لقد كَللنَا بِالمجدِ والبَهاء. وعِندما نَتغير ونَبداء في المَسير مع الله، كُلَّ ما فَقدناهُ بِالسقوطِ عَادَ إلينَا. " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ ٱللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1 كورنثوس 2: 9). حتى أولئكَ الذينَ يَستهينونَ بِخطةِ الخَلاص سَيخسرونَ الكثير بِجانبِ يَسوعَ في الأبديةِ، فهو أبعدُ من فهمنَا. واخيراً، بِالولادةِ الجَديدةِ، نَحنُ أكثرَ من مُنتصرينَ في كُلِّ شيءٍ (رومية 37:8).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز