رسالة اليوم

05/05/2018 - أَفْرَحَ بِفَرَحِ أُمَّتِكَ

-

-

 " لِأَفْرَحَ بِفَرَحِ أُمَّتِكَ." (مز 106: 5 ب)

 اِمتيازٌ عَظيمٌ هو المُشاركةُ في الفرحِ الذي أعدَّهُ الله لشَعبهِ. فكُلُّ ما يأتي من عندِ الرَّبِّ لهُ أهميةٌ كبيرةٌ لمَخلوقاتهِ. وإن أولئكَ الذين يَعرفونَ صوتَ الفرحِ الآتي من السماءِ يَتباركونَ، ومن نَاحيةٍ أخرى، أولئكَ الذينَ لا يَشعرونَ بالفرحِ الذي ينتمي لقطيعِ الرَّبِّ لا يَعرفونَ ما هُم بحاجةٍ إليه.

يَجبُ علينا أن لا نَفرح بأمورِ العالمِ ولا بِالنجاحِ الذي نُحققهُ في رحلتنا على الأرضِ، لأنهُ ليس حَقيقياً ولا يَجلبُ لنا أية مُتعةٍ، ولا يَنتجُ عنهُ أي بركةٍ. بَينما الفرحُ الذي يُعطيهِ لنا الله هو مُختلفٌ، فهو يَنقلنا بِطريقةٍ رَائعةٍ روحياً، وهُو اشارةٌ دائمةً على أنهُ الوقتُ المُحدد لنوال البَركةِ من الآبِ. وعِندما تَفرحُ قُلوبنا، نَحنُ لسنَا بِحاجةٍ لأن نَسأل الآب أي شيء، ولكنهُ وقتٌ لنأخُذَ ما وعَدنا بهِ.

هُناك العَديد من المَقاطعِ التي في الكتابِ المُقدسِ تُبين أن الفرحَ هو شيءٌ أساسي لخدمةِ الله (عزرا 16:6؛ 2 أخبار الأيام 18:23؛ نحميا 27:12). وفي الحقيقةِ، لا أحدَ يستطيعُ أن يَخدمَ الرَّبَّ دونَ أن يَكونَ عِندهُ رُوحُ الفرحِ. فكثيرٌ من رجالِ الدينِ من مُختلفِ الأديانِ يعتقدونَ أنهُم يَخدمونَ الله لأنهُم يَتبعونَ أوامرَ دِينهُم. ولكننَا لا نرى أن لديهِم هَذا النَوعُ من الفَرحِ بل بِالعكسِ يُسيطرُ عليهِم الحُزنُ والكأبة، ويخدمونَ الرَّبَّ لأنهم يُنفذونَ الأوامرَ فقط، ولا يَستمتعونَ بِذلك. وعلى الجانبِ الآخر نَجدُ أن أولئكَ الذينَ يَنتمونَ إلى الله حقاً دَائماً سُعداء، ويُنفذونَ أوامرَ الله بِفرحٍ.

لقدْ قالَ يسُوع "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ" (متى 28: 20ب). ولذلكَ عندمَا تفرحُ قُلوبنَا، يُمكننَا أن نَكونَ مُتأكدينَ أن الرَّبَّ قد شرفنَا بزيارةٍ. وحينما يَحدثُ هَذا، نحنُ لسنا بحاجةٍ لانتظارِ المزيدِ من الوقتِ لمُمارسة سُلطانِ أسمهِ، وانتهارِ العدوُّ ومطالبتهِ بالرحيلِ على الفورِ.

يؤكد لنا الكتاب المقدس بأن" فَرَحَ ٱلرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ" (نحميا 8: 10 ب). لذلك، منْ ليسَ لديهِ مثل هَذا الفرح سَيكونُ ضعيفاً، والذي لديهِ القليلُ من هَذا الفرحِ ستكونُ قوتهُ ضئيلةٍ. لذلكَ دعونَا نُنفذ ما يَطلبهُ منا الكتابُ المُقدسُ، حتى نَكونَ دَائماً على اِستعدادٍ للاستمتاعِ بالحياةِ الوَفيرةِ التي أعدهَا الرَّبُّ العليِّ لنَا (يوحنا 10: 10 ب). وفي المرة القادمة التي ستَستمعُ فيهَا إلى الوعظِ بِالكلمةِ، أو لقِراءةٍ من الكتابِ المُقدس، سَتري فرح الرَّبَّ يَبرقُ أمامكَ، ومنهُ يُمكنك الاطمئنان بأن قوَّة الرَّبِّ هي تحتَ تَصرفِك الآن.

نحنُ لا نَحصلُ على البَركاتِ السماويةِ عنْ طريقِ الصُدفةِ أو عِندمَا نَطلبها بِكثرةٍ، ولكننَا نَحصُل عليها بِإتباعِ طَريقِ كلمةِ الرَّبِّ. وبِهذا، يُمكننَا أن نَكونَ نَاجحينَ كمَا كان أولئكَ الأشخاص المُسجلة أسمائهُم في صَفحاتِ الكتابِ المُقدسِ كأبطالٍ للإيمانِ. وصَنعوا المُعجزات في أيامهُم (عبرانيين 11)، ويُمكننَا نحنُ أيضاً أن نَصنعَ المُعجِزات.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز