رسالة اليوم

04/05/2018 - المُخْتَارين

-

-

 "لِأَرَى خَيْرَ مُخْتَارِيكَ." (مزمور 106: 5 أ)

 يتحدّثُ الكتابُ المُقدّس في المَقطعِ أعلاه، عن تَمييز الله للمُختارين. فنحنُ نتميزُ بقبولنَا للرَّبِّ يسوع كمُخلِّصٌ لحياتنا، لأنهُ لا أحد سِواه أعطانا هذه النعمةُ العظيمةُ دون اِستحقاق. وكثيرٌ من الناس يُعلمونَ أن الإنسانَ يَجبُ أن يُولدَ عدةَ مراتٍ لكي يتقدس. ولذلك، عِندمَا يَرون شخصاً يطلُب الشفاء من أي مرضٍ أو أي نوعٍ آخرٍ من المُعاناة، يَقولونَ أنهُ يدفعُ ثمنَ الخطايا التي اِرتكبها في الماضي. ولكنَّ، هذا التعليم ليْس لهُ علاقةٌ بما يَقولهُ الكتابُ المُقدس. لا يُمكنُ أن يَكون هؤلاء أكثرُ حَقيقةً مِما تقولهُ الكلمةُ: "'وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ٱلدَّيْنُونَةُ" (عبرانيين 9: 27 أ).

تغيرت حَياةُ الكثيرينَ كانَوا يَعيشُونَ في الظُلمةِ، لحياةٍ مليئةٍ بالاحترامِ والقداسةِ. وفي بعضِ الحالاتِ، قدْ يكون هو أو هي، يعظُ بكلمةِ الرَّبِّ، أو يَخدمَ الرَّب َّللأبدِ. ويالهُ من اِمتيازٍ، أليس كذلك؟ ولأن كاتبَ المزمورِ أدركَ هذهِ النعمةَ، صلّى ليَتمكنَ من رؤيةِ خيرِ الله الذي أعدهُ لمُختاريهِ. وبالمثل، يَجبُ أن نَطلُب من الآبِ أن نَرى - ونختبرَ، ونستمتعَ - بهذهِ المُميزات.

عَلمنا الرَّبُّ يسُوع "أَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (متى 14:22). وما نفعلهُ بكلمةِ الله سَيُحدد ما إذا كُنا مُختارينَ أم لا. فأولئكَ الذين يَقومونَ بِعملِ الله بِطريقةٍ طَائشةٍ، شريرةٍ، ويَسمحونَ للشَّيْطان بأن يَقودهم، هُم بذلك يَقعون في خَطايا الجسد - لأن ما دعَانا الرَّبُّ للقيام به يجبُ أن يكون أولاً. لذلكَ، إذا كُنت تعملُ عملَ الآبِ برخاوةٍ، سَتخسر كثيراً.

يَمتلك المُختارين العديدَ من المُميزات، سِواء المَادية أو الرُوحية، وأيضاً سَيحصلونَ على كُلِّ شيءٍ في اليوم العظيم. ولكنْ، في مَسيرتنَا الأرضيةِ هُنا قد نَتعرضَ لمواقفٍ تَحرمنا من التمتُع بهذهِ المُميزات. لذلكَ، يَجبُ علينا أن نتعلمَ درساً هاماً وهو: يُريدُ الرَّب أن يُشاركنا المُميزات التي أعدهَا لمُختاريه عِندما يَقبلونَ بِشارةَ الإنجيلِ ويَعملونَ بها. ولذلك، دَعونَا نَكونَ حُكماءَ ونَفعلُ ما يُعلمنَا إياه الرَّبَّ من خلالِ كلمتهِ، والمُهمة التي يُكلفنَا بها، وسَنختبر كم هُو مُربحٌ أن نُطيعَ الله.

إن الفعَل لِأَرَى، في الآيةِ التي نَدرُسها، تَعني أن نُشاركَ. وهَذا يُبين لنا أننا لا يَجبُ أن نبقى بعيدينَ عنْ العمل العظيم الذي يقومُ بها الآبُ في هَذا العَالم. فهو يُريدُ أن يَستخدمنَا بطريقةً هائلةً وسَيسمحُ لنا بأن نَرى الامتيازاتَ التي يَملكهَا من يَختارونهُ بِالفعل. فَعلينا أن نفعلَ ما يَقولهُ لنا ونَكونَ أحد مُخْتاريهِ.

يا أخي، لا تنسى أن الإيمانَ هو مِفتاحُ المُشاركةِ في عملِ الرَّبِّ وبَركاتهِ أيضاً. فلقد قال يَسوع لمرثا - شقيقةَ لعازر - إن أمنتِ ترى مَجد الله (يوحنا 11:40). إذاً لو وضَعت كُلّ ما تملكهُ من ِثقةٍ وإيمانٍ في الرَّبِّ وتنفذ مَا يَأمُرك بهِ، سَتكونُ جَاهزاً لرؤيةِ خَيْرَ مُخْتَارِيه!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز