رسالة اليوم

30/04/2018 - لا تُضِيعَ البَرَكةَ

-

-

" 'وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ. فَفَتَحَ فَاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلًا: طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لِأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلَّذِينَ قَبْلَكُمْ" (متى11:5-12)

 لا أحدٌ يُحبُ أن يَتعرضُ للاضطهادِ أو التعَذيب. ومعَ ذلكَ، إذا كانَ هذا ما يَحدثُ في حَياتكَ، فهو إشارةٌ بأنكَ تُرضي الله. الشَيءُ المُحزن هو عِندمَا يُشيدَ العَالمَ بِنا فهذا يشيرُ بأننا نُرضي إلههُم. تُعلنُ كلمةُ الرَّبِّ أن كُلَّ الذينَ يَرغبونَ في العيشِ حياةً ورثوهَا سَيتعرضُونَ للاضطهادِ. لذلكَ لا تُفاجأ إذا كانت نار المحنة تحيط بحياتك، 'لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُمَلَّحُ بِنَارٍ، وَكُلَّ ذَبِيحَةٍ تُمَلَّحُ بِمِلْحٍ (مرقس 49:9).

إذا كنتَ ضَحيةً للمُضايقةِ والقذفِ، فربُما لا يكونُ ذلك لأنكَ فعلتَ شيئاً يَستحق؛ وإلا لنْ يكونَ لكَ مُكافأةٌ من الرَّبِّ. عندما يَحدثُ الاضطهادِ بِسببِ شيءٍ خَاطئ فعلهُ خادم الله، فيكونُ لدى الشَّيْطانِ "الحقَّ" بقمعهِ. ولكنْ، إذا كانَ ذلكَ نتيجةُ الغيرةِ والشَكِ والأكاذيبِ منَّ الآخرين، ولذلك فعلى قديسينَ الرَّبِّ أن لا يقلقواَ لأنهُ لا يُوجدُ سِلاحٌ يشكلُ ضِدهُم سينجح (إشعياء 54: 17).

إن مَا يُهمنا في هَذا الإعلان الذي أعلنهُ يسُوع هو أنهُ إذا كُنا نتعرضُ للاضطهادِ، فهذا يَجبُ أن يَحدثُ من أجلِ المَسيحِ. إذا كُنا قدْ فعلنَا شيئاً خَاطئاً وبِالتالي فنَحنُ مُضطهدون، لا يُمكننا أن نَتوقعَ أي مُكافأةٍ من الله، ولكنَّ بدلاً منها الإدانة. ولذلك، يَجبُ أن يَكونَ أعضاءُ جسدِ المسيحِ مثالًا للخيِر، وليس للشرِّ. ولكنْ، إذا قامَ الناس ضِدنا لأننا نقوم بعملِ الرَّبِّ، وكذلك َمن خِلال الخير والأعمال الصَالحةِ، سنُصبحُ هدفاً للكذبِ العَام، كمَا حدثَ مع السيد. وفي خِضَم هَذا الوضع، يَجب أن نَحتفلَ لأننَا نَرجو الرَّبَّ.

 يَأمرُنا المسيح أن نفرحَ وأن نَكون سُعداء جداً بهذا، ويجبُ أن لا نَبكي أو نسمحَ للعدوُّ باستخدامِ لعنةَ مُعذبينَا. بدلاً من ذَلك، يَجبُ أن نَهتم بالأمرِ الإلهي. وإذا كُنَا حَزينين أو تركنَا التَهديدات تُعطلنَا عنْ القيامِ بعملِ الله، سَنفقدُ الطريق. إِنْ فَسَدَ ٱلْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لَا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ ٱلنَّاسِ. (متى 13:5)

سَيأتي اليَوم الذي فيهِ يَسُوع يضعُ حداً لفوضَى الظُلم الذي أدخلتهُ خَطيئةُ آدمَ إلى الأرضِ. سَيأتي أبنُ الرَّبِّ ليكسوا الذينَ احبوهُ في كُلِّ الظُروف رَداءَ العُرس. انتظرتْ العَذارى الحكيمات تِلكَ اللحظةِ، وكانت مَصابيحُهن مَليئةٌ بالزيتِ (متى 25). ومن نَاحيةٌ أخرى، لم تهتم العَذارى الجَاهلاتِ ، وبالتالي لمْ يتمكنْ من الانِضمامِ إلى العُرس. وقدْ يَحدثُ لك ذَلك!

كُنْ مُخلصاً في اداءِ مُهمتكَ ولا تيأس من أي شَخصِ يضطهدُكَ. الشَّيْطان، هُو الكذاب وأبو الإغراءِ، لا يَزال مستمراً في طُرقهِ - ومن الذي يُصغي إليهِ سَيتعرض لاضطهادٍ أكترَ بلا شَك!.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز