رسالة اليوم

28/04/2018 - كَيفَ تُقَاومُ التَجرِبةَ

-

-

 " ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (متى 11:4)

 بعد إختبارِ الايمانِ بالرَّبِّ، يَمرُ الإنسانُ في كثيرٍ من الأحيانِ، بَمرحلةٍ صعبةٍ من التَجارب والإغراءات. فالمسيح، على سَبيلِ المِثالِ، قدْ عُمدَ من قبلِ يُوحنا المَعمدان في نهرِ الأردُن وسُرعانَ ما اِمتلاءَ بالروحِ القُدس (متى 3: 13-17). وكانت هَذهِ اللحَظةُ رَائعة وشَهدهَا الكثير من النَاس، الذينَ رُبما قَضوا أيام يُخبرونَ الآخرينَ عنْ هَذا المَنظر الإلهي. ولكنَّ الرُّوح القُدس قادَ يَسُوع للتجربةِ الأولى، وذلك لكي يُجربه الشَّيْطان.

يُعتبر الذهابُ إلى الصَحراءِ ليس شيئاً مُمتعاً. ولرُبما ليْسَ سَيئاً جداً إذا قضيَ الشخصٌ بِضع سَاعاتٍ هُناك للراحةِ مثلاً. ولكنَّ يَسُوع مكثَ هُناك لمُدةِ 40 يَوماً وسَط وحَوش البَرية، وكان صِائماً، وهي تَجربةً لا أحد يُريد أن يمرُ بها. ولكنَّ الشَّيْطان كانَ يُحاولُ استمالة يسوع ثَلاثَ مراتٍ في البَريةِ. وفي المَحاولة الأولى، أشارَ عليهِ بالاحَتياجاتِ المَاديةِ، وذَلك بأن يُحَوِلَ الحِجارةَ إلى خُبزٍ، ولكنَّ الجوَاب كانَ: مَكتوبٌ [...] (متى 4: 4). وفي هَجمتهِ الثانيةِ، وضَع المُجرب الرَّبَّ في حَافةِ الهَيكلِ، وطَلبَ مِنهُ أن يَرمي بِنفسهِ إلى أسفلَ، لكي تَلتقطهُ المَلائكة وتَخدمهُ. ونُلاحظُ هُنا، أن الشرِّيرَّ حاولَ إغراءَ عقلَ ورُّوح المَسيح، ولكنَّ، الرَّبَّ أعطاهُ نفسَ الإجابةِ: [...] وهي مَكتوبٌ (الآية 7). أما في الهُجوم الثَالث، فلقد عرضَ الشَّيْطان فيه على يسوع كُلَّ ذَهب ومَجد مَمالك العالم، ولكنْ بِشرطٍ واحدٍ: أن يسجدَ لهُ ويَعبدهُ. ولكنَّ، ردَّ السيدَ هُنا كان حاسِماً: " 'حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ٱذْهَبْ يا شَيْطَانُ! لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». '

لمْ يلَجئ يَسوع في المَراتِ الثلاث لشيءٍ إلا لكلمةِ الله. وهَذا الدرس يَجبُ أن نَتعلمهُ جميعاً لكي نكونَ مُستعدينَ عِندما يُهاجمنا العدوُّ. فالسبيلُ الوحيد لهزيمةِ الشَّيْطان وعدمِ الوقوعِ في شباكهِ هو اِستخدامُ ما جاءَ في الكِتاب المُقدس، لأنهُ بذلك سَتفشلُ كُلُّ مُحاولاتهِ لإغراءانَا.

يَذكرُ الإنجيل إن الشَّيْطان تَرك يَسُوع (الآية 11 أ). أخي، سَيُطيعكَ الشَّيْطان أيضاً إذا أخذت َمكانكَ في المَسيحِ وحَاربتهُ بكلمةِ الله. فليس هُناك حاجةً لأن تَشكو للرَّبِّ وتقول لهُ أنك لا تُريدُ الوقوعَ في الخَطيئة. ولكنكَ تَحتاج لأن تكونَ حازماً في مُواجهةِ العدوُّ ضدَ العدوُّ لأنهُ أقلَّ شيءٍ يُريدُ فعلهُ هو سَرقةَ سعادتكَ الأبديةِ.

طَردَ يسُوع الشَّيّْطانَ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.(الآية 11 ب). والشيء نفسهُ سيحدثُ معنَا: عِندما نَكونُ على حافةِ السُقوط، يَنظرُ الله إلينا وإلى مَا يجري في قلوبنا. وحَتى لو وقعنا، ولكنهُ يُوجدُ بداخلنا ذلك الخُوف من كلمةِ الرَّبِّ، فإن الرَّبَّ سَيأتي ويُساعدنَا.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز