رسالة اليوم

26/04/2018 - القَرَارُ الصَّحِيحْ

-

-

" أُبَارِكُ ٱلرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي." (اَلْمَزَامِيرُ 34: 1)

 يأتي وقتٌ نَعرفُ فيهِ كُلَّ شيءٍ بطريقةٍ سَلميةٍ. لذلك، فَكثيرٌ من البَشرِ يَرونَ أنهُ لا حَاجةَ للبحثِ عنْ الرَّبِّ، ويُمكنُ أن يَستمروا في ذَلك إلى الأبد. والحَقيقةُ هي أن منْ يفعلَ ذلك لا يُدركُ أنه يَخدعُ نفسهُ. فإذا كان هُناك وقتٌ للبِذارِ، ولا نُلقي بِذارنا على الأرضِ، فسيحينُ وقتُ الحصادِ، ولنْ نجدَ شيئاً لنجمعهُ. فإذ كُنت تمرُ بفترةٍ هادئةٍ ومُزدهرة؟ فَهذا جَيدٌ! ولكِنْ، كُنْ حَكيماً وتأكد من أن تَسعى إلى الحَقيقةِ (لوقا 31:12).

يمرُ جميعُنا بالمصاعبِ ولا أحد مُمكن أن لا تُصيبهُ المِحن. ولكنَّ بعضَ الناسِ البعيدينَ عنْ الرَّبِّ تَكثرُ مَشاكلهُم، ومِما لا شكَ فيهِ أن مَصاعبهُم سَتكونُ أقوى. ولكِنَّ، الآية أعلاه تُعلمنَا أنهُ علينا أن نُسْبِحَ الرَّبَّ في كُلِّ حينٍ، لما فعلهُ من أجلنا.

تَّسْبِيحِ الله هو أن نَذكرَ صِفاتهُ. ونَتحدثُ عمَّا فعلهُ في حَياتِنا. ومن الحَقائقِ المهمةِ جداً هي أنهُ عندمَا نَعبدُ الله، نُدربُ أروحنَا على مَا يعنيهِ الرَّبُّ بالنسبةِ لنَا، وأيضاً عندمَا لا نُسبحهُ لنْ نعرفَ إرادتهُ في حَياتنَا.

لا يمكنُ لأي شخصٍ أن يسيرَ في طَريقينِ في وقتٍ واحد، وبَالمثلِ لا يُمكنُ لأي شخصٍ أن يُسْبِحَ الرَّبَّ ولا يَكونُ راضياً أو يَشكو في نفسِ الوقتِ، لأن الله لا يرضى عنْ أولئك الذين يَتذمرونَ دائماً ويَتكلمونَ بالشرِّ عن الآخرينَ (رومية 1: 30-32). يُدركُ العدوَّ - هذهِ الحقيقةَ – ولذلكَ يَبذلُ قصارى جُهدهِ لجعلِ الناس يكثرونَ الشكوى. ولكنَّ، الكثيرينَ لا يعلمونَ أن هَذا يَجعلهُم يبتعدونَ عنْ الرَّبِّ. وهَذا بالضبط مَا فعلهُ شَعبُ إسرائيل في الصَحراءِ وأزعجوا الرَّبَّ بِتذمرِهِم (عدد 14: 2-11).

فيا أخي، لا يَهُم إذا كانت الحياةُ تسيرُ على مَا يُرام أم لا، ولكنَّ السرَّ لتغلُبِ عليها، أن تضعَ تَسبيحةً في فَمكَ. لأنك إذا قُمت بِذلك، سَتجدُ أن آلمك ليْسَ قوياً كما يَبدو لكَ. وإن العدوَّ لن يقدرَ أن يَهزمكَ إذا وجدك واثقاً من إيمانِك. فعنْ شَعبِ إسرائيل يَقولُ الكِتاب، وَلَمَّا ٱبْتَدَأُوا فِي ٱلْغِنَاءِ وَٱلتَّسْبِيحِ جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سَاعِيرَ ٱلْآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَٱنْكَسَرُوا. وَلَمَّا ٱسْتَشَارَ ٱلشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ ٱلْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: «ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ» (2 أخبار الأيام 20: 21-22).

لذلك، من الآن فَصاعداً، سْبِح اسمَ الرَّبّ! أفتح فمك وسَبحهُ كُلَّ حينٍ، لأنهُ مُستحقٌ وهو مِنّ سيُعطيكَ النُصرةَ. اجعلهُ يفرح بِكَ أكثر، وأخيراً، 'فلِأَنَّ فَرَحَ ٱلرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُم. ( نحميا 10:8 ب)!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز