رسالة اليوم

23/04/2018 - هُوَ لمْ يَفقِدْ قُدرَتَهُ

-

-

" 'لِأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ." ( اَلْمَزَامِيرُ 33: 9)

 لا شيءَ يُمكنُ أن يَحدثَ دُونَ أن يَتكلَّم الرَّبُّ. وفي الحقيقةِ أنهُ بدونِ قرارٍ من الله وحدهُ - الذي سُلطانه يَسودُ في كُلِّ مكانٍ - لمْ يَكُنْ بالإمكان أن يكُنْ شيء. بِالإضافة لذلكَ، فإن أي وعدٍ من وعودهِ في أي وقتٍ مضى، سَوف يُنفذهُ بالتأكيدِ لأنهُ ساهرٌ على كلمتهِ ليُجريها.

نَحنُ جُزء من خِطةِ الخَلاصِ الإلهية، وهي الخِطة التي تم إعدادُها وتَنفيذها بِشكل جيدٍ جداً، ونَحنُ يجبُ أن نَكونَ مُطمئنينَ لأن الخَالقَ لم يَفعل ذَلك بِالصدفةِ، بل كان شَيئاً عظيماً جداً بالنسبةِ لهُ، وحَتى أكثر الَناس استنارةً لم يَكونوا قَادرينَ على فَهمهِ بأنفسهم تماماً.

لقد تمَ مُصالحتنا مع الابِ في يسوعَ المَسيح، وبذلك لا شيء يُمكن أن يَفصلنا عن تلك المَحبةِ المَبذولةِ (رومية 8: 39). وفي يومٍ ما، مُعظمنَا سَيرى الله أبانا ونَعرفهُ تمام المَعرفةِ، وسنرى عظمةَ خِطة خلاصهِ هذه التي تُسمى البِشارة المُفرحةِ، والتي تَختلف عنْ أي دَين أخر، لأنهَا صَوت الله نَفسهُ الذي يَتحدثَ إلى البشر. وبَالمناسبة، فإن أهم شيءٍ يَتعينُ على كُلِّ مسيحي القيامُ بهِ هو السَعي إلى هَذا الصَوت، الذي بِدونهُ تُصبحُ أروحُنا مُشوشةٌ وغيرُ قادرةٍ على الابتعادِ عنْ الخطيئةِ.

إن كُلَّ كلمةٍ يُعلنهَا الأبُ لنَا هي في حد ذَاته قدُرتهُ السَرمديةُ على فِعل مَا يُعلنه. لذلكَ، وبمجردِ سماعهَا، والإيمانُ بها سنتحصلُ على الاستجابات. تَقول الآيةُ أعلاه أن الرَّبَّ قَالَ فَكَانَ، وهو ما يُوضحُ لنا إن العملَ يَحدثُ في العَالمِ الرُّوحي أولاً. ومع ذَلك، إذا كانَ الرَّبُّ لم يَتكلم لكَ، فلا دَاعي أن تُحاولَ أن تَجعلهُ يفعلُ ذلك، لان كلامَ الرَّبِّ لا عِلاقةَ لهُ بمجهوداتنَا البَشريةِ. ولكِنَّ، النوايا الحسنة، لنْ تأتي بشيءٍ إلى النورِ دُون أن يَتكلم بهِ ويقودهُ إلهنا.

وبعدَ أن قَالَ الرَّبُّ فَكَانَ، هُوَ أَمَرَ فَصَارَ. نحنُ لا نعرفُ كم الوقتُ الذي استغرقتهُ هذهِ العمليةُ، ولكنَّ مايقولهُ الكتابُ المُقدسُ يُشير إلى أنهُ كان تِلقائياً. أنا لا أعرف كمْ من الوقتِ أستغرق الرَّبُّ ليُوجد لنا هذهِ الحياةُ. ولكنْ، مَا يُهمنا حقاً هو أن نَعرفَ كيفَ نَعيشُ في مَخافةِ الله، وكُلِّ شيءٍ قد أُعد لنَا سَنحصلُ عليهِ.

تُنفذُ مَشيئةُ الرَّبِّ العليِّ دُون أن نَتقاتل مع بعضنا البَعض من أجلِ ذلك. فنحنُ بحاجةٍ فقط إلى الإيمان وأخذ مَا هو لنَا في المَسيحِ. لذلك، لا تقلق بِشأن أي شيءٍ لأنكَ جُزءٌ من حُلم الله. كُنْ فقط عَاملاُ بِالكلمةِ وبِذلكَ سَترى يَدُ الرَّبِّ تَعملُ في حَياتِكَ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز