رسالة اليوم

18/04/2018 - حَقيقةٌ هامّةٌ

-

-

" لِأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. ٱلرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لَا يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ ٱلسَّالِكِينَ بِٱلْكَمَالِ." (اَلْمَزَامِيرُ 11:84)

 تُرى كيف كانت سَتكونُ الأرضُ بدونِ الشَمْس؟ حَسناً، لأن الله رَائعٌ ومُبدعٌ، عندما خلقَ كُلَّ شيءٍ، وأنشاء هَذا النجمُ العظيم، وضَعهُ على مَسافةٍ مُناسبةٍ من كوكبنَا. وفعلَ ذَلِك لأنهُ إذا كانت الشمس والأرض أقربُ من بَعضهما البَعض، فأن أي مَخلوق على الأرض لنْ يتحملَ مِثل هَذهِ الحرارةَ الهائلةَ. والعَكسُ صحيح، فأنهُ إذا كانت المَسافةُ بينهما أكبرُ من ذلك، سيكونُ الأمرُ مستحيلاً، لأن البردَ لنْ يسمحَ لأي شيءٍ أن يَنمو على الأرض. وفي الواقع، إن الخالقِ صنعَ كُلَّ شيءٍ في حجمهِ الصَحيح ووضعهُ في مكانهِ الصحيح. وبِغضِ النظرِ عنْ هذا النَجم الهام الذي أنشأهُ الله، فالرَّبُّ يَقولُ أنهُ شَمسُنا.

تَنصُ كلمةُ الرَّبِّ أن الله هو تُرْسٌ لنا. إخوتي، نَحنُ نعلمُ جميعنا مدى أهميةِ هذهِ الأداة لحِماية الجُنودِ من ِسهام العدوُّ المُصوبة تجاههُم. وعِندمَا نفهم هَذا العَرض الإلهي الذي يَذكرهُ داوُّد في مَزمورهِ 'لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ. (مزمور 91: 7). نعلمُ إن الذينَ يَحملونَ الرَّبَّ كدرعٍ لهُم، یَمكنهُم أن يقولوا 'لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ.(آية 10).

إن الآيةَ المذكورةَ أعلاه من مَزمورِ 84 فيها وعودٌ إلهيةٌ بالبركةِ، لأولئكَ الذين يَسيرونَ بشكلٍ مُستقيم - وهي أن الله يَعملُ لصالحهم. ولقدَ حدثَ هذا العمل بِالفعل بَمجيئ ربنَا يَسوع وتنفيذهِ الخلاص المُبارك من أجلنَا. وأشر الخُطاة لهُم هذهِ النعمةُ ومن أجلِ حَياتهم أيضاً، ولكنْ، عليهم أن يُؤمنوا بِذلك ويَقبلوهُ في حَياتهم. وهَذهِ المَأساة حَدثت معَ العِبرانيين الذينَ لمْ يُؤمنوا بِمجيئ من أقامَ عهداً مَع إبراهيم. 'إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" (يوحنا 1: 11).

 يُعطينا الله كُلَّ شيءٍ لنعيشَ حياةً كريمةً. وأيضاً قد أعطانا اِبنهُ الوحيد، وكذلكَ رُوحهُ القُدوس، وكأنَ هَذا لمْ يَكُن كَافياً! فأقام الرُسل والأنبياء والمُبشرين والرُعاة والمُعلمين في الكنيسةِ من أجلِ شعبهِ ولتقويةِ إيمانِهم. ويُذكرنَا الكتابُ المُقدس أيضاً أن الله سُبحانهُ سَوف يُمجدُ لأولئك الذينَ يتبعونَ الطريق الصَحيح. ولذلكَ، علينا أن نَأخُذ كل مَا هو لنَا، ونَعيشُ الحريةَ في أبنهِ الوحيد الحبَيب، حَتى نَستطيعُ التمتُع بِحياةِ الغِنى التي وهَبها لنَا. وللحُصولِ على ذَلك هُناك شرطٌ واحدٌ، وهو السُّلوك بالْكَمَالِ، وهو يَعني أن نسيرَ وفق مَا نتعلمهُ من الكِتابِ المُقدسِ. والآن، إنهُ بدونِ الوُّحي الذي في كلمةِ الرَّبِّ سنَكونُ في ظلامٍ، وبذلك، لنْ نكونَ قادرين على إرضاءِ الرَّبِّ، ولنْ يكونَ لنا النور الحَقيقي الذي يُنير خَطواتِنا ويُرشدنَا.

يَجدرُ بِنا الإشارةُ إلى حَقيقةِ أنهُ حتى يَسوعَ المَسيح لم يأخذ أي قراراتٍ دُون إذن أباه. ولذلكَ، فقط أولئكَ الذينَ يَسيرونَ وفقاً للوصايا الإلهية يُمكنهُم أن يَنجحوا في تأسيسِ أنفسهم كشعبٍ ناجحٍ للرَّبَّ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز