رسالة اليوم

17/04/2018 - خَطَر تَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ

-

-

 " لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ." (1 كورنثوس 17:1)

 أعمالُ الانسانِ تظلُ لفترةٍ محدودةٍ من الزمنِ، ولا يُمكنُ أن تصِلَ إلى الرَّبِّ. ولذلكَ بالمناسبةِ قال يَسُوع نفسهُ إنهُ لا يَقبلُ شَهادةً أو مَجداً من بَشر (يوحنا 5: 34). أولئك الذينَ يستخدمونَ الحِكمة البشريةَ يَتسببونَ في تَشويهٍ كَبيرٍ لعملِ الله. فعلى سَبيلِ المثالِ، حَجمُ الكنيسةِ وشهرتها لا يَعني بالضرورةِ أنهُ عملٌ إلهي. وربما لتَحقيقِ هذا العملِ تم اِستخدامُ قوةِ الإقناعِ أو أي خِدعةً أخرى. لأنه وفقط من خِلالِ الإنجيلِ تَحدثُ المُعجزاتُ والعَجائبُ وغَيرها من أعمالِ الرُّوحِ القُدس، والبَعيدين يُمكن أن يَعودوا ويَقبلوا الرَّبَّ يسوع المسيح ويَتغيروا حقاً.

سَنرى مع الانتشار السَريع للإنجيلِ - بِشكلٍ مَلحوظ في البَرازيل – وبكُلِّ أسف، بِسَببِ الذين يُسوقونَ للعملِ البَشري في خِدمةِ الكتابِ المُقدس بَين الشعبِ، ويَتظاهروا بَانهُم خُدامٌ للرَّبِّ. ولكنَّ الحقيقةَ هي أن الزُّؤان قدْ زُرعت بَين أبناءِ الرَّبِّ، وهي الآن تَنمو وسطها بِالفعل (متى 13: 24-30). ونحنُ لا يُمكننَا القيامُ بفقدانِ التركيزِ والبدءِ في الحربِ ضد أولئكَ الذين يَأكلونَ الكلماتَ مِثل الغَرغرينةِ. ولكِنْ كُل ما عَلينا القيامُ بهِ هو التَبشيرُ بالكلمةِ، تماماً كما فعلَ المَسيح في أيامهِ هُنا على الأرض.

لا يجبُ أن تكونَ لعمليةِ التعميدِ الأولويةُ في خدمتِنَا، لأن المَعموديةَ هي نَتيجةُ للأيمانِ والحُبِ للرَّبِّ. أولئك الذين يَعتقدونَ بانهُم يجبُ أن يُعمدوا، يَجبُ عليهم أن لا يَتنافسوا معَ الآخرين لتعميدِ المزيدِ من النَاسِ من أجلِ إظهارِ مدى عَظمةِ عَملهِم. بل يَجبُ أن يَكونَ شُغلنَا الشاغِل هو التكريسُ عندَ أقدامِ الرَّبَّ، وإظهارُ اِستعدادنَا الدائم للقيامِ بالمُهمةِ التي عَينهَا لنا ولتنفيذِ المُعجزاتِ التي فَعلهَا، وَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا (يوحنا 14: 12).

علينا أن نُظهر للناسِ أن صَليبَ المَسيح فَعالٌ جداً لأنهُ دفع ثمنَ خطايانَا عَليه؛ وأَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا (إشعياء 53: 4). وإن توصيلَ الرسالةِ بالاستنادِ إلى مَا قام بهِ المسيحُ على الصليبِ، يجعلُ المُستمعَ يتلقى الإيمانَ الحقيقي، وهَذهِ هي الرِسالةُ الوحيدةُ التي يَجبُ أن نَنقُلها لأنهُ فقط من خِلالهَا نُنفدُ عملَ الرَّبِّ. وأولئك الذينَ ليْس لهُم إيمانٌ حقيقي بابنِ الله، لا يَستطيعونَ التصدي لأي إغراءٍ، وبالتالي سريعاً ما يقعونَ في الخَطيئةِ.

والحَقيقةُ هي أن نَجاحَ بَعضِ الكنائسِ - الذي يَتحققُ بِمُساعدةِ بعضِ تقنياتِ التلاعُب الذهني - ليْست سوى واجهةٌ. ومن المؤكدِ، إنهُ دُون مِسحة وعَملُ الرُّوحِ القُدس، كل مَا يتم تحَققهُ هو عديمُ الفائدةِ كالنارِ في الظلامِ. واخيراً، فقط أولئكَ الذينَ يُولَدُون مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. (يوحنا 3: 5)!

فيَا إخوتي، لقدْ جاءَ يَسُوع ليُعلمنا كيف نَفعلُ إرادةَ أبانا. لِذلك، أفحص كُلَّ شيءٍ وتصرف بنفسِ الطريقةِ التي تَصرفَ بها هو، وإلا فسوفَ تَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ..

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز