رسالة اليوم

16/04/2018 - الخِتَام

-

-

 " فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ." (الجامعة 12: 13)

 يُعلمنَا الرَّبّ عنْ كُلّ جَوانبِ حَياتِنا، ويُعطينَا أمكانيةَ معرفةَ أي الطُرق التي يَجبُ نَمشي فيهَا، للحُصولِ على بَركاتِنا، وبِذلك سَنُرضي الآب. إن الإعلاناتَ التي يَكشفُها الرَّبُّ لنا لا حصرَ لهَا ولكِنْ، فيما يَتعلقُ بَواجبتنا نَحو الرَّبَّ وهي: تَقواه وحِفظِ وصاياه.

نَحنُ لسَنا بَحاجةٍ لأن نَخافَ من الرَّبِّ العليِّ. ولكِنْ، عَلينا اِحترامُ مَشيئتهِ في حَياتِنا والانتباهُ لما تَقولهُ لنَا كلمتهُ. فاذا تَركنا شَهوتنا هي التي تَقودنَا لنْ نحترمَ الإرادةَ الإلهيةَ. وهَذا يَحدثُ عادةً لبعضِ الشبابِ، الذينَ لا يَزالونَ يُحاولونَ التمتُعَ بالملذاتِ الكاذبةِ والعُروضِ التي يَضعهَا العالمُ أمامهُم. ولكنَّ، مخافةَ الرَّبِّ هي أقلُ شيئاً يَجبُ أن تُقدمهُ تلكَ المَخلوقاتِ التي جَعلهَا على صُورتهِ ومِثالهِ.

أعتقدُ أن الحَفاظَ على الوصايَا الإلهية ليْسَ اِلتزاماً بل هو نَعمةً، لأنهُ عندما نَكونُ مُطيعينَ لمُعظمهَا نُغلقُ الأبواب أمام كُلِّ المُؤامراتِ التي يَحيكُها العدوُّ ضِدنَا. وفي الواقعِ، إن الوفاءَ بالمُهمةِ التي كَلفنا بها الاب هي أفضلُ شيءٍ نقومُ بهِ. وجميعُ المهامِ التي وضَعها بَين أيدينَا لا يُمكننَا تَنفيذهَا بقوتنَا بلّ الرَّبَّ يعطينَا قوتهَا لأنجزهَا. ومن جِهةُ أخرى، أولئكَ الذين لا يَقبلونَ مَا تقولهُ كلمة لهُم يَعيشونَ دَاخل المَجالِ الرُّوحي الذي يُسيطرُ عليهِ العدوُّ، وسَوفَ يَكونُ قادراً على أحداثِ الفوضى واِدخالهَا إلى حَياتهم.

تَنُصُ الكلمةُ على أننا يَجبُ أن نخشى الرَّبَّ ونَحفظُ وصَاياه. ولذلكَ، فالحكماءُ سَيفعلونَ ذلك بِفرحٍ. وكمَا حدث مع الرسُول بُولس، على سبيل المثالِ، فلقد كانَ يَعلمُ أن الله قد اِختارهُ ليَحملَ كلمةَ الإنجيلِ ويُبشر بِها. ولكِنْ، الويلَ لهُ إذا لم يُؤدي واجبهُ الذي كلفهُ بهِ العلي على أكملِ وجهٍ. فقد قال: "فَمَادُمْتُ أُبَشِّرُ بِالإِنْجِيلِ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ فَخْرٌ لِي، لأَنَّهُ وَاجِبٌ مَفْرُوضٌ عَلَيَّ فَالْوَيْلُ لِي إِنْ كُنْتُ لَا أُبَشِّرُ! "(1 كورنثوس 16:9). وبالمثلِ، ويلٌ لأولئكَ الذينَ يُدعوْن للبشارةِ عن الأخبارِ السارةِ ولكنهُم لا يفعلون.

حَسنا، نَحنُ لسنَا بحاجةٍ لإضافةٍ أي شيءٍ إلى الوحي الإلهي. يَكفينَا فقط الوفاءُ بِواجبتنَا نَحو الآب، وهو سَيُكافئنا على ذَلك. ومن نَاحيةٍ أخرى، يَسمحُ أولئكَ الذينَ يتجاوزونَ ما هو مَكتوبٌ في الكتابِ المُقدسِ للشَّيْطانِ بأن يُسيطرَ على حَياتِهم. فلذلك، يَا أخي، لا أحد بِحاجةٍ لأن يقال لهُ ما يَجبُ عليهِ القيامُ بهِ، لأن أولئكَ الذينَ يَسمعونَ الكلمةَ المُقدسةَ يَعرفونَ ما هي مُهِمتهُم. وأخيراً، ليْس من الخَطأ الالتزامُ بِالخطةِ الإلهيةِ فبهَا نَحصلُ على المُكافآت. ولكِنْ، الخَطأ هو عَدمُ الالتزامِ بِواجِباتِك. لذلك، اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز