رسالة اليوم

14/04/2018 - المَشِيئةُ الإلهِيةُ

-

-

 " فَوَجَدْتُ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ: الْمَرْأَةَ الَّتِي هِيَ شِبَاكٌ، وَقَلْبُهَا أَشْرَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ. الصَّالِحُ قُدَّامَ اللهِ يَنْجُو مِنْهَا. أَمَّا الْخَاطِئُ فَيُؤْخَذُ بِهَا".(جامعة 7: 26)

 تشيرُ كلمةُ الرَّبِّ هُنا إلى نوعاً من النِساءِ، وليسَ لكُلِّ واحدٍ منَا: اللاتي قُلُوبُهُنَّ مَصائِدٌ وَشِباكٌ. أذرُعُهُنَّ سَلاسِلُ. إخوتي، أن هَذا الإنذار لمْ يُسجّل عنْ طريقِ الصُدفةِ، ولكِن لكي نكونَ حَذرين من تِلك النساء. وهذه الآية لا تَرمُز فقط إلى الأنثى على وجهِ الخُصوص، ولكن،، أيضاً لجميعِ الرجالِ الذين يَتركونَ أنفُسهُم تذهبُ بعيداً وراءَ هذا النَوع من البَشر.

إن أولئكَ الذينَ لا يُريدون أن يَقعوا في مَشاكلَ خطيرةٍ، عليهم أن يَكونوا أكثرَ حِكمةٍ، ويُحافظونَ على المَسافةِ التي بَينهُم وبين هَذا النَوع من الأشَخاص ولا يَختلطونَ بهم. لأن تجنُبَ هَذا النَوعِ من البَشر في الحقيقةِ هو أكثرُ شيءٍ منطقي يُمكنُنا فعلهُ. وأخيراً فهذا النَوع قَادر على جَعل ضَحاياه يُعانونَ كثيراً، وأولئكَ الذينَ يَسمحونَ لأنفُسهم بَأن تَنقادَ وراءَ هذا النَوع من النِساء سَيدخلونَ في مُعاناةٍ كبيرةٍ أشدُ من المَوتِ. قلب هَذا النُوع من النِساء مَليء بالأكاذيب ويُمكنهَا أن تُوقع في شِباكها أي شَخصٍ، دُون أن يُفكر في العَواقبِ – لأنهَا تَستخدمُ الغِشَ والخِداعَ والإغراءَ – فهي تَقودُ كُلَّ ضعيفٍ إلى الهَاوية.

إن هَذا النوعَ من النِساء - مُغريٍ جداً ويُمكنُ أن نَجدهُ في أي مَكانٍ – حَديثُها سَلس ونَظرتُها تَأسرُ، ودَائماً تَجدهَا مَليئةٌ بِالمفاجآتِ. ومعَ ذلك، فهي مَليئةٌ بِالخطيئةِ، وقَلبُها تَملئهُ الخِدع والشِباك. وهي دَائماً تخترعُ طُرقا يُمكنهَا من خِلالها أن تُفاجئ أولئك المُحتاجين والذينَ يَمرونَ من طُريقهَا.

بعضُ المَسيحيين يَسعونَ جاهدينَ لإظهارِ أنهم أشخاصٌ جَيدون - وهَذا الأمر جَيد – ولكِنْ من الأفضلِ لك أن تَكونَ جيداً مع الأب، لأنهُ فقط أولئكَ الذينَ يُفعلونَ ذَلِك يُمكنهُم تَجنُبَ أولئكَ المَرسلينَ من الجَحيمِ لجَعلنَا نُعاني.

اِحترامُ كلمةِ الله هي أسلمُ طريقةٍ لتجنُبِ الانجرافِ وراءَ أولئكَ المُستعدين لربطِ أي شَخصٍ لا يَسعى لفعلِ المشيئةِ الإلهيةِ على النَحوِ المُناسبِ!

فكر في أكثرَ من ذَلك أنهُ: هُناك العَديدُ من النَاس الطيبينَ في العَالم. ولكن، ما هي النُقطة التي تجعلُ الإنسانَ يَضعف ويَتورط مع مِثل هَذا النوع من النِساء، المُوضح في الكتابِ المُقدسِ؟ إن السبب هو نَوعُ الشخصِ الذي يَستخدمهُ الرَّبُّ لتمثيلِ الخُطاة. وبالتالي، فَالشيءُ الصحيح الذي يَجبُ أن نَقومَ بهِ هو الهُروبُ مِنهنْ. فتأمل في الكِتابِ المُقدس وقدسْ نَفسك، لأن الذينَ يفعلون الخَطيئةِ سَيرون عَاجلاً أم آجلاً، أنهَا لا تنفعهُم بِشيء. لا تُصادق إلا أولئكَ القريبين من الرَّبّ، ولا تَبيع حُريتك التي حَصلتَ عليهَا في صَليبِ الجُلجثة وثَمنها غَاليٍ جِداً. وبدلاً من ذَلك، أقبل المَشيئةِ الإلهيةِ وأتبعها حتى لا تَفقد حُريتك والقَداسةِ التي دُعيت إليهَا .

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز