رسالة اليوم

12/04/2018 - مُجَازَاةُ الأشَرَّار

-

-

" البارُّ يَنجُو مِنَ المَشاكِلِ، وَالشِّرِّيرُ يَقَعُ فِيها عِوَضاً عَنْهُ." (الأمثال 11: 8)

 يَعلمُ خُدامُ الرَّبِّ العليِّ أنهُم مُعرضونَ لنفسِ الاعتداءاتِ التي يُعانيهَا الآخرون. وفي الواقع أن حقيقةَ اِنتمائنَا إلى الله لا تَمنع العَدوُّ من مُحاربتنَا وجَعلنَا نُعاني. ولأننا نؤمنُ بالإنجيلِ فهو سَيكونُ سُور الحِمايةِ من حَولنَا، وبذلك فأن الشَّيْطانَ لنْ يَقدرَ عَلينا. ومع ذَلك، فَعندمَا يُحاولُ العدوُّ مُحاربتنَا فأنَ رُوح الرَّبِّ يأتي لكي يُنقذنَا ويُخلصنَا.

نَعلمُ كُلنا أن الآب لا يَعملُ إلا عِندمَا نقومُ نحنُ بَعملنَا. وبالنسبةِ لأولئكَ الذينَ يَعيشونَ كلمةَ الله لا يَشعرونَ بَهجومِ الشرِّيرِّ عَليهم، لأنهُم واقفينَ بثباتٍ في كَلمةِ الرَّبِّ، ويُنفذونهَا. ويلقبُ أولئكَ الذين يَعيشونَ كلمةَ الرَّبِّ " أبراراً " (1 يوحنا 2: 29)، وهَذا يَعني أن هَؤلاءِ الأشخاص وصلوا لمَعرفةٍ تامةٍ بكلمةِ الرَّبِّ وهَزموا الشرِّير، بِعدمِ السَماحِ لهُ بالتدخُلِ في حَياتِهم.

يُدركُ أولئك الذينَ يعلمونَ ما هُو مَكتوبٌ في الكتابِ المُقدسِ أنهُ ليسَ للشرِّير أو هَجماتهِ سُلطانٌ على حَياتِهم. والعكس يَحدثُ مع أولئكَ الذينَ لا يَعيشونَ التعاليمَ الإلهية في حَياتِهم فَتجدهُم عندمَا يَبكونَ ويَطلبونَ المُساعدةَ من الرَّبِّ، لا يُستجابُ لهُم، لأنهُم لمْ يفعلوا ما تطلبهُ منهُم الكلمةُ المُقدسة، وبِذلكَ يخسرونَ بَركاتِهم. وبالنسبةِ لأولئكَ الذينَ عَرفوا الحقَّ فإنهُ لشيءٌ مُحزنٌ وصَعبٌ أن يَقفوا ضِد الوحيّ الإلهي وتَنفيذهُ في حَياتهم، وهذا يَجعلهُم أشخاصاً بَعيدينَ عنْ دائرةِ عملِ الرَّبّ.

يتعرضُ الأشرَّارُ للكثيرِ من المُعاناةِ لانهُم لا يَسلكون في طريقِ الرَّبِّ، فلو أنهُم جربوا مرةً واحدةً أن يَعيشوا مَكانَ الأبرار لعَرفوا قِيمةَ ذلك المكان. بَعد كُلِّ ما سَبقَ نَفهم أن أولئكَ الذينَ لا يلتفتونَ إلى مَا تقولهُ كلمةُ الرَّبِّ ويتصرفونَ بتهورٍ ولا يَضعونَ في حِسابهِم الأبديةَ، حيثُ سَيدانونَ لانهُم لمْ يسمعوا لأيٍ من خُدامِ الرَّبِّ الذينَ أرسلهُم إليهِم. فإذا كُنتَ من نَفسِ هَذا النوع من الأشخاص، وسَمعت هَذا الإعلان منَّ الرَّبِّ، فمن الأفضلِ لكَ أن تتوبَ وتُصلح طُرقكَ وتَسعى لطلبِ الغُفرانِ من الرَّبِّ.

يُبينُ لنا هذا الإعلان في هَذهِ الآيةِ، إن الآلم التي يَمرُ بها الأبرار عادةً يَكونُ سببهَا الأشرار، وبِذلك نَفهمُ أن الكثيرَ من التَجاربِ التي نَمرُ بها في حَياتِنا سَببها الأشرار. كمَا نقرأُ ذلك في الكتابِ المُقدس، عنْ النبي أليشع عِندمَا قالَ: بَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ (2 الملوك 5: 27). حسناً، إن الضَيق هو من عَملِ الشرِّير الذي يَبحثُ دائماً عنْ ضَحيةً. فإذا سمحَ الرَّبُّ للأبرارِ بأن يَعيشوا هَذا الشُعور فَسيكونُ بسببِ الأشرَّارِ الذينَ من حَولهِم.

الآن، لنْ يفعل الله لكَ شيئاً دُون قِيامكَ بواجبكَ. لقد غلبَ يَسُوع قوَّى الظلام، خِلالَ خِدمتهِ وأنتصرَ عَليها، تِلك التي حَاربت كُلَّ الذينَ كانوا يَسعونَ لمُساعدتهِ. وهَذا يُعطينا مِثلًا على الطريقةِ التي يَجبُ أن نتصرفَ بِها ونحنُ نخُوضُ التَجربةَ: تماماً كما فعلَ شعبُ إِسرائيلَ قديماً علينا مقاومةُ الذينَ يُهاجموننَا، والرَّبّ يُعطينَا النُصرةَ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز