رسالة اليوم

09/04/2018 - الصُّرَاخ بِاستِمرَار

-

-

" ارْحَمْنِي يَا رَبُّ، لأَنَّنِي إِلَيْكَ أَصْرُخُ الْيَوْمَ كُلَّهُ"(مزمور 86: 3)

 لا يُوجدُ شخصٌ أخر يَجبُ أن نَصرخَ لهُ، إلا الله وحدهُ خالقُ السّماواتِ والأرضِ. وإذا كان هُناك أخر تَصرخُ له فَهو لنْ يُفيدك بشيء، لان الرَّبَّ هو الوحيد والكامِل والمُطلق. ولذلك، فإنَّ توجِيها اِحتياجنَا لأي شَخصٍ - بِغضِ النظرِ عنْ حُسنِ النيةِ في ذَلك – سَيكونُ طريقٍ لدخُول الشَّيْطانِ من خلالهِ.

إهمالُ كلمةِ الله لا يَعفي أي شَخصٍ من المسؤوليةِ عنْ الخَطأ الذي يَؤدي بهِ للصَّلاة إلى الشَخص الخَطأ. صَحيح أن الرَّبَّ العليِّ لا يَأخذُ في الاعتبارِ الخَطايا التي اِرتكبت خِلال أزمنةِ الجَهلِ، لكنهُ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ (أعمال 30:17). وبِذلك، فَهو لا يَستجيبُ لصَلاةٍ مُوجهةٍ لكائنٍ آخر، وإن كانت بجهلٍ منا. لذلك، فعلى الجَميعِ أن يَدرسوا الكتابَ المُقدس، حَيث بهِ سيتعلمونَ أن صُراخهُم يَجبُ أن يُوجها فَقط لله (إرميا 29: 12).

رحمةُ الرَّبِّ هي مِيزةٌ كبيرةٌ بالنسبةِ لنَا. لذلكَ، يُمكننَا أن نُصلي لهُ من أجلِ أن يَرحمنَا ويَستجيبَ لصُرخنَا حتى لو كان – بِسببِ جهلنا للمَسائلِ الرُوحيةِ - فهو يَعلمُ عجزنَا عنْ فهمِ عمقِ عَملِ قوّتهِ.

إن كانَ الجَوابُ الذي تَحتاجهُ يا أخي لم يَصل بعْد، أستمر في الصُراخ للرَّبّ، لأنهُ بِذلك سَيحدثُ أحد أمرين: إما أن يَستجيبَ لكَ الرَّبُّ، لأنهُ يَعلمُ أنه ليس لديكَ الفهمُ الكافي لترتيبِ النِعمةِ الخاصةِ بكَ، أو أنهُ سوفَ يقولُ لكَ ماذا تفعل. فَعلى الرُغمِ من أننا قدْ لا نَعرف كيفية الحُصولِ على بَركاتِنا بِشكلٍ مُناسبٍ، إلا أن أبانَا يَعرفُ كيفية التعامُلِّ مع أبنائهِ. ولكنْ، هَذا لا يَعني أن نَميل إلى الكسلِ ونَتوقفُ عنْ دِراسةِ الكلمةِ، أو نَفشلُ في الالتفاتِ إلى إرسَاليتنا. لأنهُ إذا فَعلنا مِثل هَذه الأشياء، سَوف نُعطي الخُطاة فُرصةٌ لارتكابِ الأخطاءِ عَمداً.

بِمتابعتنَا للكتابِ المُقدسِ لنْ نَجد فيه شيئاً واحداً يَسئل عَنهُ الذينَ أمنو بِالرَّبِّ، وفَشلَ الرَّبّ في الإجابةِ عنهُ. في الواقع، الذي يَستخدمَ هَذه الطريقة أي الصُراخ للرَّبِّ سيحصلُ على إجابةٍ مناسبةً مِنهُ. لمْ يفشل أبداً الرَّبَّ في الوفاءِ بأي من وعُودهُ (عبرانيين 23:10). بلّ على العكسِ من ذَلك، يُؤكدُ لنا الكتابُ المُقدس ويقول «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. (متى 7: 7-8).

نجاحُ الكثيرينَ الذين ذَكرهُم الكتابُ المُقدس كان بِسببِ ايمانِهم. وفي الواقعِ، إن الإيمان دَائماً يَنتصرُ. بلّ كُلَّ إعلانٍ يُعطيهِ لنا الرَّبَّ، نحنُ على اِستعدادٍ لتلقيهِ بالإيمان. فَبالإيمانِ - والإيمانِ فقط - حققَّ أبطالُ الكتابِ المُقدس الكثيرَ من الانتصاراتِ (عبرانيين 11) ونفسَ الشيءِ يجبُ أن يَحدُثَ مَعنا الآن.

أنهُ لمِنَّ الفخرِ أن يَضُمنا الرَّبُّ لشعبهِ. فَعندما أرسلَ يَسوعَ ليَموتَ في مَكانِنا، كانَ يعلمُ مدى الألم الذي سَيُعانيهِ المَسيح. ومَع ذَلك، أعَطانا الآبُ السماوي اِبنهُ الوحيد من أجلِ كُلِّ واحدٍ مِنَا لتحقيقِ خَلاصهِ، وكانَ سَعيداً بذلك. ولكِنْ بِشرط أن نَبتعدَ عن اِمبراطوريةِ الظُلمة ونُسلمَ حياتنَا للمُخلِّص.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز