رسالة اليوم

29/06/2016 - كلّ شيء سيُنقَض

-

-

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُأَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!». (متى 2:24)

عندما ننظُر إلى الأبنية الضّخمة رّبما نعتقد أنّ من بناها قد صنعَ شيئاً أبديّاً. لكن هذا الإعتقاد خاطئ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ (متى 35:24). لكن غرور الإنسانِ يجعَله يفكّر هكَذا. فمثلاً، إن اكتشَف أحَد ما شيئاً، يظنّ نفسه أعظم من الآخرين. أو مَنْ هو في منصِب أو سلطة، كذلك يشعر أنّ لديه مقدِرة أكثَر مِن موظفيه. لكن سيَأتي اليوم الذي سيزول فيهِ كلّ عَمَل للبَشر.

لا يمكننا إنكار أنّ هناك أعمال بشريّة مُذهلة، لكن أحياناً نتوقّف عن رؤية أعمال الخالِق الرائعة والمُذهلة، على سبيلِ المِثال إعلان جميل من الكتاب المقدّس، أو المخلوق الصغير الذي تكاثَر لآلافِ السّنين بذاتِ الجودة والجمال. قليليون هم الذين يقضون وقتاً في تأمّل أعمال الله. عندما ننظر إلى سبب ذلك، سنتعلّم درساً هاماً لنحظى بحياةٍ أفضل.

ما يصنعه البشر قد يكون جميلاً، وفنيّاً، ونتيجة لحِكمَة كبيرة في العَمل. لكن لن يدوم للأبَد. فقط الطّعام الذي يأتي من الرّب هوَ الذي يدوم للأبَد. (يوحنا 27:6)

يُعلن الكتاب المقدّس أنّه في يومِ الدينونَة، ستَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. (2بطرس 13:3). هل ستكون الخسائر كبيرة؟ لا، لأنّ كلّ هذه المصنوعات ذو منفَعة حصريّة لهذِه الحياة. أمّا عند المجيء الثاني للرّب يسوع سيكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة. (2بطرس 13:3).

يعتبِر بعض الأشخاص أنفسَهم أفضَل من الآخرين لأنّهم قاموا باختراع ما. لكن الحقيقة أنّهم ليسوا هم "المخترعين" بلْ هم اكتشفوا شيئاً ما من خِلال متابَعة المبادئ التي وضَعها الرّبّ إلهنا. فمثلاً أنتَج العلماء أدوية لعلاجِ مرضٍ ما، وآخرون خطّطوا لوسيلة مواصلات حديثة، أو صنعوا أجهزة تُرسل الإشارات الإذاعية وتأخذ صوراً عن بُعد آلاف الأميال، إلخ... كلّ هذا تمّ ترتيبه بعناية إلهيّة، كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (يوحنا 3:1). فقليل من التّواضع يحوّل هؤلاء الأشخاص إلى مواطنين صالِحين.

فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ (لوقا 48:12). فمَن وُضِع في منصبٍ ليكون قائداً يجب أن يعتبِر نفسَه خادِماً وليس سيّداً، ومن صنَعوا اختراعات معيّنة يجب أن يكونوا مستعدّين كي يروا اختراعاتهم تُحرق بالنّار التي ستأكُل الأرض بأكملها. لكن كلّ مَن يصنَع مشيئة الرّب سيرى أعمال يدَيه الثّابتة إلى الأبد.


محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.ر.سوارز