رسالة اليوم

05/04/2018 - الشَّخَصُ المُبَارك

-

-

       

 " تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ."(مزمور 84: 2)

 واحدةٌ من العَلامات التي تُشعرنَا بأننا مُخلَّصِين ومحفُوظين، هي الشوق للشعور لمحضرِ الله. ولذلك، فَأولئك الذينَ لا يسعونَ للشعورِ بوجودِ الله، ولا يَجدونَ مُتعةً في عِبادتهِ، يحتاجون لمراجعةِ أنفسهِم لمَعرفةِ ما إذا كانوا مُخلَّصِين أم لا. إن الذين ولدوا مرةً أخرى لديهم رغبةٌ عميقةٌ لا نهاية لهَا للبقاءِ في مَحضرِ الرَّبِّ العليِّ. لذلك، إذا كانَ العالم لا يَزال يَلفتُ انتباهكَ، وإذا كانت أغنياتهُ لا تزال تُثير اِهتمامكَ وتَرغبُ في الاستماعِ لهَا على سبيل المثال، وإذا كُنت ترغب في مُشاهدةِ البرامج التِلفزيونية التي لا تُمجد الرَّبّ، يَجبُ عليكَ أن تُسرع وتَطلُب المُساعدة من الرَّبّ، لأنك رُبما تَكون قد اِبتعدتَ جِداً عن مَلكوتِ السَماواتِ.

نَشعرُ نحنُ بالسعادةِ عندمَا تكونُ العلاقةُ بيننَا وبينَ الله جَيدةٌ، ونَقضي سَاعاتٍ طويلةٍ معهُ في الصَلاة والتَسبيح، ونَبذل كُلَّ جُهدنَا لقضاءِ تلك اللحظاتِ معهُ. فبالنسبةِ للمُخلَّصين، إن قراءةَ الكتابِ المُقدس هو شيء مُمتعٌ - وكذلكَ الاستماعُ للحديثِ عنْ يسُوع، يَنشرُ مشاعرَ الحُبِ بيننا. في الحياة يُمكننا فعلُ الكثيرِ من الأشياءِ الجيدةِ. ولكنْ، مما لا شك فيهِ، إن أفضلَ شيءٍ هو أن يكونَ لنا شركةٌ مع العلىِّ. إذاً، فأي شخصٍ لا يهتمُ بالمسائلِ الإلهيةِ، يعني هذا أنهُ بعيدٌ جداً عنْ الآب. وليْس من الجَيد أن يَجد الإنسانُ نفسهُ في هَذهِ الحَالة، لأنهُ بذلكَ يُصبح أضعف وأسوء، ويكونُ بذلك فَريسةً سهلةً لإغراءاتِ العدوُّ.

يا إخوتي، لا تتوقفوا عن السعي لتَواصلِ مع الآبِ الحَقيقي، لأنهُ بدونِ الشركةِ معهُ، يَبدأ البشرُ في الاهتمامِ بأشياءِ التي لا فائدةَ مِنها؛ وكذلك، يَبدئون في الاستماعِ لصوتِ العدوُّ الذي يَأخذهُم بَعيداً عنْ طريقِ الراعي الصَالح. بِصلواتنا لإلهنا يُمكننَا التغلّب على أي هَجماتٍ للشرِّيرّ على حَياتِنا. ولكِنْ، بِمجردِ اِنقطاع اِتصالنا بهِ، نُصبحُ عُرضةً لكُلِّ أنواعِ الخطيئةِ. فيجبُ علينا أن نَسير جَنبا إلى جَنب مع الرَّب العليِّ وخُطوةً بِخطوةَ.

يَجبُ أن يَكون كُلَّ شيءٍ في حَياتنَا مُرتبطاً بالكلمةِ المُقدسة، وأفضل مَا في الحَياة سَيكونُ لنا عندمَا نجلسُ طويلاً مع الرَّبّ العليِّ . لذلك، علينا فقط أن نَفتح فمنَا ونُصلي لهُ، لكي يستجيبَ لنا ويَحملنا على ذِراعيهِ. فعِندما نَبتعد عنْ إلهنا لا يُمكننَا الرؤية بِوضوحٍ، ولا يُمكننا ارضائهُ، ولا نَعُد نَتصرفُ بِالطريقةِ الصحيحةِ اللائقةِ بِنا. وبِالتالي، فإننا سَنصبحُ خُداماً مُتهورينَ وسَيئين. ولكِنْ، إذا كُنا نَسيرُ جنباً إلى جَنب مع القدير، سَوفَ نَنالُ المُكافأةَ.

حَياتُنا على الأرضِ قصيرةً جِداً. وعندمَا نبدأ في الاستمتاعِ بها، تَبدأ التجاربُ في مُحاربتنَا ونُصبح مُتقدمينَ في السِن ونبدأ في السَعي نَحو الأبديةِ. ولذلكَ، فإن أفضلَ شيءٍ يُمكننا القيامُ بهِ هو قضاءُ حياتِنا في إعدادِ أنفسنَا رُوحيا والوفاءُ بالأوامرِ الإلهيةِ لأنهُ بالحَياة مع ربنا العليِّ ستكونُ مُباركينَ دائماً.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز