رسالة اليوم

31/03/2018 - لن يهزمَنا الشرِّير

-

-

"قَلْبَهُمُ السَّمِينَ قَدْ أَغْلَقُوا. بِأَفْوَاهِهِمْ قَدْ تَكَلَّمُوا بِالْكِبْرِيَاءِ. فِي خُطُوَاتِنَا الآنَ قَدْ أَحَاطُوا بِنَا. نَصَبُوا أَعْيُنَهُمْ لِيُزْلِقُونَا إِلَى الأَرْضِ. مَثَلُهُ مَثَلُ الأَسَدِ الْقَرِمِ إِلَى الافْتِرَاسِ، وَكَالشِّبْلِ الْكَامِنِ فِي عِرِّيسِهِ." (مزمور 10:17-12)

 يصبح الذين يبيعون أنفسهم للشرير قساةً، ويتحوَّل الحبُّ الذي اعتادوا على إظهاره إلى كراهيَّة. وأيضاً الذين اعتادوا على محاربة الشرير باتوا يقومون بدعمه. في الحقيقة، يستطيع الشخص الذي يسمح لروح شرير بالدخول إلى حياته بإختلاق أسوأ الكذبات؛ تقديم شهادات الزور والخيانة. والربُّ يسوع نفسه حذَّرنا من ساعة ستأتي يظن فيها الذي يقتلنا أنَّه يقدِّم خدمة لله (يوحنا 2:16). يا له من ثمن عظيم سيدفعه الذين يفعلون هذا!

 إنَّ الذي يبيع نفسه للشرير يملك قلباً مغلقاً لصوت الروح القدس، قد يحظى بلحظات متأملاً فيها مواقفه ويفكِّر بالقيام بتعويض ما – لكن سرعان ما يعمل العدوُّ لكي يمنعه من الإصغاء إلى الإرشادات الإلهية. والمنساقون بواسطة حماقة الشرير هم ليسوا أصحاء لحقيقة أنَّ هذا الخطأ سيسبب لهم خطأ أعظم في النهاية مما يحاولون فعله ضدَّ الناس الآخرين، ويعيقون الروح القدس من استخدامهم في خدمة ما.

 إنَّ طريقة الكلام الساخرة والكره والمكر هم أحد دلائل تسليم المرء ذاته للشرِّ. يخبرنا داود في المزمور السابق أنَّ مقاموه يتكلَّمون بالكبرياء كما لو أنَّهم كانوا على حقٍّ. حسناً، أفضل ما يمكننا القيام به هو التشفُّع أمام الربِّ لهؤلاء الناس كي يرحمهم، ويستخدم أحداً ما ليفتح بصيرتهم، فلن تُغيِّر تفكيرهم أيُّ خلافات منطقيَّة لأنَّهم مستعبدون من الشيطان.

 وكيفية نظرتهم إلينا هي دلالة أخرى تخبرنا أنَّ روحاً شرير يستخدم هؤلاء الناس. تخبرنا كلمة الربِّ أنَّهم كالأسود التي تذهب وراء فريستها: نظرتهم باردة ومحدَّدة، ولا يتسطيعون حتى تذكُّر حسنة واحدة نالوها في الماضي. ويكترثون حقاً لصنع المرابح، والمتع القذرة ليروننا نسقط، ويظنون أنَّهم قد حقَّقوا انتصارهم. لكنَّهم لن يتذوقوا تلك المتع الشيطانيَّة لأنَّ الربَّ عادل وأمين في كلامه وفاعل بالعدل.

 أولئك المستعبدين من قبل روح الضلال لا يستطيعون رؤية أيَّ خطأ فيما يفعلون، ويهربون من "الحقِّ" في كامل إرادتهم. في الحقيقة، لا يهمَّهم إذا كانت موافقهم حكيمة حقاً؛ إضافة لذلك، هم لا يهتّمون سوى برؤية خدَّام الله يسقطون. لكن، لن يحدث هذا، فقد يتعثَّر الذين يثقون بالربِّ، لكنَّهم لن يسقطوا، لأنَّ الإنجيل يخبرنا أنَّ الربَّ سيقيمهم بيمينه القوية (مزمور 11:136-12 ؛ أشعياء 10:41).

 يحاول الذين يستخدمهم الشيطان التظاهر بالبراءة كما يفعل الأسد الصغير تماماً مع فريسته، لكنَّه عندما ينوي الاقتراب منها يتصرَّف كالأسد الكبير. لكن، الذي يحفظنا هو حافظ إسرائيل، ولن يسمح مطلقاً للشرير أن يهزمنا (مزمور 4:121-8).

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز