رسالة اليوم

29/03/2018 - اُطلب الأفضل

-

-

 "مَيِّزْ مَرَاحِمَكَ، يَا مُخَلِّصَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ، بِيَمِينِكَ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ." (مزمور 7:17)

 لقد طلب داود، كاتب المزمور، من الله أن يريه عجائب مراحمه لأنَّه لم يرغب فقط بالعيش على كلمات الراحة. أخوتي وأخواتي، هذه هي مشيئة الربِّ لجميع أولاده، لذلك لا تكتفوا فقط بمعرفة أنَّ الربَّ صالح وليس له مثيل ويستطيع فعل كلَّ شيء، فهذه الأمور جميلة؛ لكنَّها ليست كافية. وماذا عن المعاناة؟ ألا يستطيع الربُّ أن ينهيها؟ ألا يستطيع جعلك ناجحاً؟ ألا يستطيع حلَّ مشكلاتنا؟ نعم، هو يستطيع. ويريدنا أن نفكِّر بهذه الطريقة، آمن واخدمه، ولا تتباطأ بطلب نجاتك؛ بل كن شجاعاً واصرخ كي تكون المراحم العظيمة وافرة في حياتك.

 لماذا قصد الربُّ في الكتاب المقدَّس بذكر الكثير من المراجع حول تدخلاته في الطبيعة، وحياة الناس والحكومات؟ هل قام بذلك فقط لنعلم أنَّه قادر على كلِّ شيء، أو لعلَّه أراد أن ندرك الطريق الذي يريدنا أن نسلك فيه؟ على المؤمنين أن يتحلُّوا بإيمان جريء، ويطالبوا بالنهاية لمعاناتهم ويطلبوا أعمال الله العجيبة التي فعلها في السابق، التي بكلِّ تأكيد يرغب بالقيام بها في الوقت الحاضر.

 إنَّ الإيمان بالله ليس هو الإنتفاخ أو التكلُّم باسم الربِّ باطلاً. لكنَّه التقدُّم أمامه بالصلاة، والاعتراف برفضك لأيّ قوة ظالمة في حياتك. أولئك الذين يكرمون الله سيجدونه يعمل بذات الطريقة التي عمل بها في حياة الذين خدموه في الماضي. فهو لا يتغيَّر في جميع الأزمنة (العبرانيين 8:13) ويعمل العجائب ذاتها للذين يؤمنون به – ليس عليك سوى الإيمان بكلمته.

 إنَّه أمر أكثر جديَّة وأعمق جداً مما يبدو. عندما يقوم العدوُّ ضدَّ المؤمن هو يقف ضدَّ يمين الربِّ – المكان الذي وُضعنا فيه عندما قبلنا الربَّ يسوع كمخلِّصٍ. والصلاة المستندة على تلك الحقيقة ستجعل الله يحامي عنا. لا يريدنا العدوُّ أن نعرف "الحقَّ" لأنَّه سيكون حينها قادراً على إنهاء عمله النجس والشنيع بالقيام ضدَّ قوة الله. يا أولاد الله: لا تصمتوا.

 لقد أراد داود أن يكون في الملجأ الإلهيّ. بالنسبة له، عندما يكون هناك لن يقدر العدوُّ إعاقة طريقه فيما بعد. ويسمح الذين هم خارج ذاك الملجأ للشيطان بتحدِّي يمين الله. لكن، يدع المؤمن قوة الله تعمل عندما يضع نفسه في المكانة الصحيحة.

 لقد أتى يسوع ليعطينا حياة أفضل (يوحنا 10:10)؛ لكن عوضاً عن ذلك هي حياة المعاناة بالنسبة للكثيرين. لذا لا ترضَ بذلك! وصلِّ إلى الله واترك خطاياك من خلال التوبة والاعتراف. وكن قويَّاً وستلقي قوة الله بالعدوِّ خارجاً!

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز