رسالة اليوم

27/03/2018 - كيف تنالُ الاستجابة من الربِّ؟

-

-

" اِسْمَعْ يَا رَبُّ لِلْحَقِّ. أَنْصِتْ إِلَى صُرَاخِي. أَصْغِ إِلَى صَلاَتِي مِنْ شَفَتَيْنِ بِلاَ غِشٍّ." (مزمور 1:17)

 إنَّ الحقَّ في متناول أيدينا، لكن علينا أن نطالب به. وقد يستجيب الله لطلباتنا أو لا يستجيب. لذلك، لنجعل شفاهنا صادقة عوضاً عن شفاه الغشِّ، ولنكن دائماً قديسين (لاويين 7:20؛ بطرس الأولى 15:1-16).

 يعلم الربُّ يسوع بالظلم الذي يتعرَّض له خدَّام الله في حياتهم، ويقف بحزم أمام الربِّ للتشفُّع لأجلهم. ولا يتهاون الربُّ العليّ ولا يسمح للشرير على الإطلاق أن يسبِّب المعاناة أو الضَّرر لنا. لذلك، إذا أصغينا للكتاب المقدَّس سيمحنا الله القدير الإيمان الذي به نستطيع المطالبة بحقوقنا. إنَّنا نستطيع تحقيق الوعد الذي أعطانا إياه الربُّ يسوع عندما يتوافق إيماننا مع الحقِّ الإلهيّ، وعندما نتفق بطلباتنا مع إخوتنا " وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى 19:18). ولهذا السبب علينا أن نصرخ إلى الربِّ بعزم وجديَّة وأن نطالب بانتصارنا عندما نكون بحاجة إلى معونته.

 نحن لا نستطيع أن نصنع بركة بأيدينا لكنَّنا نستطيع؛ بل يجب اتِّباع إرشادات أبينا السماويّ التي أعطيت لنا من خلال كلمته المقدَّسة. إنَّ الربَّ يسمع لصلاتنا عندما يعمل حقُّه لصالحنا. ويجب أن نتبع المكتوب في الكتاب المقدَّس إذا كنا نريد أن تُستجاب طلباتنا.

 إلى جانب ذلك، يعتمد إصغاء الآب السماويّ لصلاتنا على مدى جديَّتنا. والذين يصلُّون فقط لقول كلماتٍ لن يستجاب لهم مطلقاً؛ وفي النهاية، لا يتصرَّف الله العليّ بطريقة عشوائيَّة ولا يستجيب لأولئك الذين يتهاونون بالأمور الروحيَّة. في الواقع، إنَّ الحياة الروحيَّة الناجحة مبنيَّة فقط على كيفيَّة سلوك الناس بحسب الوصايا الإلهيَّة. لذلك، علينا أن نأخذ على محمل الجديَّة كلَّ الشؤون الخاصة بالله كما أوحيَت إلينا في الإنجيل فقط.

 أخوتي وأخواتي، اهربوا من شفاه الغشِّ – التي تدَّعي البركات وتنكر الكتاب المقدَّس من خلال قول كلمات لم ينطق الربُّ بها – ولا تصرخوا من أجل أيِّ أمر فقط لأنَّه خطر على بالكم، بل فقط بما يتوافق مع كلمة الله. فلن تحصل مطلقاً على الاستجابة الإلهيَّة عندما تظن أنَّ هذه الطلبة هي الأفضل لك، لكنَّها بالحقيقة على العكس. حسناً، ستنال حتَّى أعمق الرغبات كلَّما ثبتَّ في "الكلمة الأبديَّة".

 إنَّ الانصياع لما يعلنه الله لك والاعتراف به بالإيمان هما التصرُّفان اللذان يجعلان شفاهك صادقة. والخطوة الأولى هي السماح لكلمة الله بالدخول إلى حياتك، لأنَّ الذي يصغي لما يقوله الآب سيعلم بالتأكيد ما يريد الربُّ أن يفعله. وبعد أن تصبح شفتاك صادقتين ستحقِّق قوَّة الله مواعيده. ومن الناحية الأخرى، الذي يستسلم للفشل ويظن أنَّه عاجزاً ستكونان شفتاه كاذبتين.

 أخوتي وأخواتي، يجب أن تكونوا قديسين في شتَّى مجالات حياتكم. ولا تسمحوا للشرِّ بالتملُّك في قلوبكم، وبهذه الطريقة، ستستقبلون النعمة من الربِّ، وستعمل قوُّته في حياتكم.

محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز