رسالة اليوم

26/03/2018 - ميراثنا المبارك

-

-

"حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي." (مزمور 6:16)

 إنَّ جميع أولاد الله يملكون النّصيب في العالم الروحيّ، وقد وهِبَت لهم النِّعم الإلهيَّة ليتصرَّفوا كوارثين حقيقيَّين. لذلك، يستطيعون بمسحَة وبإرشادِ الله فعل الأعمال ذاتها التي عملها يسوع (يوحنا 12:14). والميراث الذي نملك في المسيح هو أعظم جداً مما نتصوَّر. في الحقيقة، لدينا القوَّة الكافيَّة في دعوتنا التي نستطيع من خلالها إبطال كل قوى شرِّيرة ستعيق طريقنا؛ إضافة لذلك، تخبرنا كلمة الله أننا أعظم من منتصرين في كلِّ أمرٍ (رومية 37:8).

 لذلك، لا نقدر أن نقول للربِّ أنَّنا نريد هذه الخدمة أو تلك لأنَّه يعلم سبب دعوته لنا للقيام بعمله وما يمكننا القيام به بمعونة منه. والآن، كلَّ العطايا التي نلناها والتي سننالها هي أفضل ما لدى الربُّ لنا! لذلك، لنكن غير متمرِّدين وغير متكاسلين وغير ساعين لربحٍ. ولندع العليُّ يرشدنا فقط، لأنَّنا في هذه الطريقة سنرى أنَّ خطَّته لحياتنا هي مدهشة ببساطة.

 أخوتي وأخواتي، إنَّ المكان الذي يضعكم الله فيه، والإعلان الذي يمنحكم إيّاه، والمسحة التي يسكبها على حياتكم تشهد عن حقيقة أنَّ أرض الموعد الخاصة بكم قد تمَّ اختيارها بعناية. لذلك، كونوا شكورين للآب، ومكرِّسين أنفسكم بالكامل لإتمام مشيئته من خلال عدم السَّماح للشيطان؛ الكذَّاب، أن يضع في أذهانكم إنطباعاً سيئاً بأنَّ دعوة شخص آخر هي أفضل من دعوتكم. وستدركون حينها أنَّ الله أحبَّكم حتَّى باختيار أدق التفاصيل.

 علينا أن نملك نظرة إيجابية مستندة على كلمة الله. لقد كان لدى داود ذاك الفهم، وقد عبَّر عن امتنانه للربِّ من خلال قوله: "حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي.". ليس لدى الربّ أراضٍ سيئة أو غير مثمرة؛ إضافة لذلك، كان السبب في وضع القدير لداود في المكان المحدَّد عالماً أنَّه سيجد هناك كلَّ ما يلزمه، فكان عادلاً مع كاتب المزمور ومحبّاً للعدل؛ لذلك، كانت خطَّته الأفضل.

 لا يؤمن بالله الذي يسمح للحسد بالتسلّل إلى قلبه. فالإنسان الحسود يشتهي ويرغب بما هو للآخرين. لذلك، ينبغي علينا أن لا نسمح للعدوِّعلى الإطلاق بإيقافنا عن الإيمان بتقسيم الربِّ العادل للمكان الذي يمنحنا إياه للقيام بعمله. ويجب أن نظهر الامتنان للآب ونسعى لنعطيه ونأخذ الأفضل منه.

 ما من أمر أجمل من خدمة الربِّ بقلبٍ مسرورٍ! فإنَّنا بهذه الطريقة لن نفقد إعلانات الكتاب المقدَّس، وسننال النَّجاة والمعونة اللازمتين في الوقت المناسب. لا تسمح لشفتيك بلفظ الأكاذيب، ولا تصدِّق الإكاذيب التي تمَّ اخبارك بها، فميراثك في المسيح رائع ولا مثيل له!

 محبَّتي لكم في المسيح


د. ر. ر. سوارز