رسالة اليوم

25/03/2018 - دَعْ وجهَ الربِّ يشرق

-

-

 "لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ." (مزمور 7:11)

 نجد في الكتاب المقدَّس العديد من الصفات عن إلهنا، والعدالة هي واحدة منها، ممّا يعني أنَّ الربَّ لا يعمل بطريقة مخالفة للعدل وحتى لمساعدة شخص يعملُ لصالحه. وسيحامي عن حقِّ المظلومين والمخدوعين من قبل العدوِّ لأنَّه عادل. وسيساعد أيضاً المساكين والمنبوذين، وكلَّ من لا يملك شخصاً يلتجئ إليه.

 سنفهم أمرين عندما نثقُ بحقيقةِ محبة الربِّ للعدلِ:

 أولاً، إنَّ الربَّ ليس بمتباطئ ولا يؤجِّل ما هو عادل وضروريٌّ. إلى جانب ذلك، لا يحبّذ الربُّ رؤية ارتكاب الأفعال الظالمة في أيِّ مكان. لذلك، يستطيع الرجوع إليه كلُّ الذين هم بحاجةٍ إلى البرِّ مع ضمان مساعدتهم.

 ثانياً، يحبُّ الربُّ رؤيتنا نفعل الأمور الصّحيحة، من خلال مساعدة الذين هم بحاجة إلى "الحقِّ"، وتنجيَّة المخدوعين، وشفاء المرضى، واستخراج الأرواح الشِّريرة؛ باختصار، القيام بالأعمال التي عملها بها يسوع خلال مهمته على الأرض.

 إنَّ الربَّ لا يحيد بنظره عنّا؛ فهو يستجيب لطِلباتنا ويمدُّ لنا يد العون عوضاً عن ذلك، وفوق هذا كلُّه، البشر هم خليقته، وأمنية الخالق رؤية الجميع يسلكون في طريق "الحقِّ". لذلك، كلُّ من يفعل مشيئته يبصر وجهه. يلاحظ الله العليّ جميع أولاده فيبدأ بالعمل ويمنحهم التنجيَّة الضروريَّة عندما يكونوا شجعاناً ليؤمنوا بكلمته ويطالبوا بحقوقهم. لذلك، إنَّ محاولة جعل الربِّ مخادعاً أو شريراً هي حماقة كبرى. فلن يتمَّ البتَّة استجابة الصلاة التي هدفها الحصول على شيء ملك لأحد آخر، أو لجعل شخص يعاني، لأنَّ الربَّ لا يتغيَّر مطلقاً: عادل دائماً ويحبُّ العدل. إذاً، إن كان أحد يتمنَّى أن يُسِرَّ الله حقاً يجب أن يسعى هو/ هي جاهداً للربِّ كي يجري عدله.

 ينبغي أن نكون عادلين دائماً ونعطي الأهميَّة لكلمة الله، فأناسٌ كهؤلاء يبصرون وجهه. وبهذه الطريقة، سيقوم ملائكته بفعل المشيئة الإلهيَّة. وبالتالي، لن يطالَ العدوُّ حياتنا، وحتى إن حاول فعل ذلك، لن يدع إلهنا العادل والمحب للعدل أن يمسَّنا أمر شرير.

 أخوتي وأخواتي، كونوا على يقظة لحقيقة أنَّ القدير يرى كلَّ شيء، لذا اسعوا دائماً للقيام بالأعمال الصالحة. ولا تسمحوا للإحباط أن يسود على حياتكم لأنَّ الربَّ يلاحظكم على الدوام، ولا تسمحوا لمشاعركم على الإطلاق أن تكون مخالفة للمقاييس المحدَّدة في الكتاب المقدَّس، وتمِّموا الوصايا الإلهيَّة العادلة، فيشرق وجه الرب بالسّرور عليكم.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز