رسالة اليوم

24/03/2018 - يتركُ الشّيطان أصنامَه في الخلف

-

-

"وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ." (صموئيل الثاني 21:5)

 إنَّ العدوَّ يملك أصنامه. لقد انساق لوسيفر وراء الكبرياء والطمع وقد دخلت لقلبه مشاعر سيئة أخرى عندما كان خاتم الكمال (حزقيال 12:28) الأمر الذي حوَّله لشريرٍ. علينا أن لا نمنح الشِّرير أدنى فرصة، فهو مضرٌّ جداً لأنَّ الذين يكونون على صِلة به ينتهي بهم الأمر بالنَّجاسة. في الواقع، فكر سريع ملهم بمثابة باب مفتوح لدخوله المدمِّر. عندما كان الخصمُ يخسر معركة واحدة يقوم بترك أصنامه. لذلك، عندما نساعد أحداً ما بالتخلُّص من خطيةٍ معيَّنة يجب أن نتوخَّى الحذر لما نسمع منه كي لا نتنجَّس.

 لقد ذهب أعداء الله الأبديين ضدَّ شعبه بكامل قِواهم، لكنَّ داود - الذي قد ملك تواً آنذاك - ورجاله وضَعوا حدّاً لتلك الممارسة الشيطانيَّة. وصلَّى داود إلى الربِّ الذي منحه الانتصار. حسناً، كانت ترك تلك الأصنام في ساحة المعركة خطط الجحيم، لكن لا يحيدُ الذين ينتمون إلى الله عن كلمته، وبناءً على ذلك، لا يسقطون بالخطايا. يستخدم الشيطان في الوقت الحاضر كلَّ الوسائل ليفسد خدَّام الله، لذلك، لنكن متيقِّظين عندما يتمُّ اخبارنا عن قصة حزينة كانت أو سعيدة، ولنحكم في كلِّ أمر بحسب الكتاب المقدس، لأننا لن نتنجَّس عندما نكون ثابتين فيه!

 إنَّه من الجيِّد اتِّباع مثال أيوب، فقد غضب وقال كلاماً لم يجدر به قوله، لكنَّه لم يتخطَّى حدوده، ولم يخطئ في جميع مواقفه. أخوتي وأخواتي، ينبغي أن لا نصل لتلك المرحلة، لأننا نملك معرفة أكبر مما يملكها أعظم خادم؛ فلدينا إعلان الله لمنعنا من التعثّر، ولحفظنا من التجربة. لذلك، يجب أن لا نخطئ مهما كان الظرف.

 إنَّ الخوف من الأصنام تعطي المجد للشيطان. فلا تكترث مطلقاً بإقتراحات إبليس أو بما يضعه أمامك: يجب استبعادهم في الحال. فبدلاً من الخوف من اقتراحات العدوِّ أو الانتباه لما يظهره لنا؛ يجب أن نصغي لما يقوله الربُّ، وأن لا نحيد بأنظارنا عنه. ما كانت المنفعة من تلك الأصنام التي عجزت عن حماية الفلسطينيين؟ فتلك العبادات تستبعد الحضور الإلهيّ (خروج 1:26) ويوجِّه الذين يخافونهم عبارات محزنة لأنفسهم (كورنثوس الأولى 10:6).

 تخلَّص من كلِّ الأوساخ التي وراؤها هزيمة لأنَّه لو وجد فيها قيمة لأفادتهم. لذلك، علينا أن نعلم أنَّ ما حدث لهم عند سقوطهم في التجربة والمعاناة التي عانوها كانت لنا مثال كي لا نعثر نحن. وما كان الهدف من سقوط داود في خطيَّة الزنا مع بثشبع؟ الأمر الذي كلَّفه الكثير لاحقاً (صموئيل الثاني 9:12-12) ولن يحدث أمر مختلف للذي يرتكب الخطيَّة ذاتها.

 أخوتي وأخواتي، لقد جُعِلتم رسالة الربِّ الحيَّة عندما قبلتم يسوع كربٍ ومخلِّص (كورنثوس الثانية 3:3). إذاً، لا تسمحوا للعدوِّ بإفساد "الرِّسالة الصَّالحة" المكتوبة فيكم.

  محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز