رسالة اليوم

23/03/2018 - الذي نزرعه إياه نحصد

-

-

" وَنَدَبُوا وَبَكَوْا وَصَامُوا إِلَى الْمَسَاءِ عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَعَلَى شَعْبِ الرَّبِّ وَعَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمْ سَقَطُوا بِالسَّيْفِ." (صموئيل الثاني 12:1)

 إنَّ صفات الربِّ تظهر دائماً من خلال خاصَّته، حتَّى في أصعب الظروف، لأنَّهم يتبعون الإرشادات الإلهيَّة من خلال الكتاب المقدس. لم يملك داود النيَّة في قتل الملك شاول على الرَّغم من عزم الأخير على قتله. فالذين ينتمون إلى الله تختلف ردود أفعالهم عن الذين لا ينتمون إليه، حتَّى لو كانوا تحت التجربة.

 إنَّ الذي يخدم الله بالحقيقة لا يقبل المساعدة من العدوِّ لأنَّه يعلم أنَّ الله العليّ لا يعمل بشكلٍّ مخالف لكلمته. لذلك، كلُّ إلهام غير مستمد من الكتاب المقدَّس يكون بلا شك مصدره المجرِّب الذي لا ينفك عن انتهاز الفرصة للتَّدخل على الدوام. وليس من الصَّواب قبول عروض الشيطان، لأنَّ كلَّ ما يصدر منه يجعل الناس يتهاونون بالأفعال الأثيمة وبالتَّالي يبتعدون عن الله.

 لم يتمنَّ داود موت شاول بل أن يتغيَّر قلبه؛ لأنَّه احترم المسحة التي تم سكبها عليه. وعلى الرَّغم من رغبة شاول بموت الفتى داود؛ إلا أنَّ هذا لم يحدث. فقد علم داود أنَّ ما من شيء سيحدث إلا بأمر من الله؛ لهذا السبب لا يجب أن نضع ثقتنا بأبينا السماويّ فقط بل أيضاً أن نسعى جاهدين لمنع أيِّ شعور أثيم يملك في قلوبنا. إذا كان للشيطان موطئ قدم، مهما كان بسيطاً، سيستخدمه ليلمس الذين يطيعونه. لذلك، اسلك بالروح وبالتالي لن يجد العدوُّ أيَّ فرصة أو ثغرة يغزو من خلالهما أرضك.

 عندما سمع داود، الراعي اليافع والمُضطَّهد من قبل شاول، أنَّ شاول وابنه قد ماتا ندب وبكى عليهما حتَّى الصباح، بدلاً من تقديم الشكر لله على موت الشخص الذي كان يطارده للقضاء عليه، وأخذ ثيابه ومزقَّها، وفعل كذلك الأمر الذين كانوا معه. لقد بكوا على شاول وابنه وشعب إسرائيل الذي سقط بالسيف. تُسرُّ مواقف كهذه الربَّ على الدوام.

 كان داود - ملك المستقبل - سامٍ بفكره، فقد أدرك قيمة المسحة التي تُسكَب على أحدٍ ما لتكرِّسه للخدمة. وعلى الرَّغم من التقدُّم الهائل للتحويلات في بلادنا هناك العديد من الناس الذين يُوضَعون في موضع المسؤولية على خدمة ما بعجلة؛ والكثير ممن ليسوا بمؤهَّلين لأنَّهم ما زالوا يفكرون مثل الناس الدنيويين. وبالرَّغم من ذلك، يجب أن نكّن التقدير لمن هم حقاً قد تَمَّت دعوتهم من قبل الربِّ؛ الممسوحين للقيام بالعمل الإلهي.

 لقد كان تصرُّف داود كزرع بذرة للأمور الإلهيَّة في قلوب مساعديه. فحصد يوماً ما أكثر جداً ممّا قد زرع.

  محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز