رسالة اليوم

21/03/2018 - يا لها من نبوَّة محزنة!

-

-

"أَفْرَايِمُ تَطِيرُ كَرَامَتُهُمْ كَطَائِرٍ مِنَ الْوِلاَدَةِ وَمِنَ الْبَطْنِ وَمِنَ الْحَبَلِ. وَإِنْ رَبَّوْا أَوْلاَدَهُمْ أُثْكِلُهُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ إِنْسَانٌ. وَيْلٌ لَهُمْ أَيْضًا مَتَى انْصَرَفْتُ عَنْهُمْ!" (هوشع 11:9-12)

 كان أفرايم – أحد ابني يوسف، معيَّنناً كقائدٍ على أحد أسباط إسرائيل عوضاً عن رأوبين ومثل أخيه منسَّى، أقدم ابن يعقوب الذي اغتصب بلحة، ساريَّة أبيه. لقد كان أولاد يعقوب مميزين جداً، لكنَّ أفرايم لم يعرف كيفيَّة انتهاز الفرصة التي أُتيحت له. إضافة لذلك، لقد كان نسل أفرايم شريراً، وأغضب بشدَّة الربَّ الذي لطالما أعلن عن نهاية أولئك النَّاس، كما نرى على سبيل المثال في النَّص الذي قرأناه من سفر هوشع.

 تحذِّرنا كلمة الربِّ أنَّ الحوادث في الكتاب المقدَّس هي أمثلة لما يحدث في الوقت الحاضر. فمن المُمكن تماماً أن يخلُص الشَّخص وينال خدمةً رائعة من قبل الربِّ ويكون مُستخدَماً لفترة طويلة بطريقةٍ مذهلةٍ، لكن أيضاً في هذه الحال، قد يخسر هو أو هي البركة. يتهاون الكثيرون بـ "الحقِّ" ويسخرون من قداسة الربِّ. لكنَّه قال أنَّنا يجب أن نكونَ قديسين لأنَّه هو قدُّوس (بطرس الأولى 16:1)

 إنَّ الحماقةَ شيءٌ قد يُسقط أيَّ شخص كان، لكنَّ الفرق هو أنَّ الحكيم والمتعقِّل يبتعدان عنها، بينما الحمقى يمنحونها مكاناً في قلوبهم. وعندما نُجَرَّب علينا أن نتذكر بأنَّ الربَّ لن يخزينا؛ على العكس تماماً، سيجعل منفذاً لنا. بالحقيقة، لا يجب على المرء أن يحسب نفسه خاسراً عندما يكون تحت التَّجربة، فحتَّى وإن جرَّب الشّيطان جميعنا، لا يعني أننا قد أخطأنا. الربُّ يسوع نفسه قد تجرَّب في شتَّى الطرق لكنَّه لم يُخطئ (متى 1:4-11). ولكي نفعل المثل، نحن فقط بحاجةٍ إلى التَّمسّك بالوعود الإلهيَّة وألا نفسح الطريق للشَّهوات الشّيطانية. وإذا لزم الأمر، يجب أن نقاوم حتَّى الدَّم (عبرانيين 4:12) وألا ننساق بأكاذيب العدوِّ.

 إنَّ إحدى معاني اسم "أفرايم" هي "السبط العاشر". لقد ارتكب سبط أفرايم العديد من الأخطاء، واُستُخدِمَ اسم ذلك السّبط في الكتابة لتصنيف شعب إسرائيل في حال الخطيَّة. أتمنَّى أن لا ترتبط مطلقاً بوصمةٍ كتلك! تذكَّر أنَّك أُنقِذتَ من الدَّينونة العظيمة والأبديَّة؛ وأنك واحدٌ من الذين سيرثون الخلاص المجيد. بالمناسبة، ما سيمنحك الله العليّ في المستقبل لا يُقارَن بشيءٍ في هذا العالم. لذلك، بغضِّ النظر عن التجربة التي تدعوك للخطيَّة، عليك أن لا تستسلم لها.

 إنَّ الربَّ يسوع لا ينساك مطلقاً؛ إضافةً لذلك، إنَّ اسمك مكتوب في السَّماء (لوقا 20:10). والآن، إن سبق وابتعدت عن السِّيد، عليك أن ترجع إليه سريعاً، لأنَّ الربَّ لم يتخلَّ عن حياتك. على العكس تماماً، لقد أعدَّ لك مكاناً رائعاً لتبقى معه في الأبدية (يوحنا 2:14). لذلك، لا تكن عنيداً كأفرايم ولا كما كان أسباط إسرائيل الآخرين؛ بل تصرَّف كخادمٍ مطيعٍ وكمن يُسرّ قلب الآب.

 إنَّ المخلِّص آتٍ سريعاً (رؤيا يوحنا اللاهوتي 11:3) سيظهر في السَّحاب ليُعتقنا من العالم الشّرير والمعاناة. وسيأتي ليمنح كلَّ واحدٍ مكافأته كما يكون عمله. لذلك، اسعَ جاهداً لكيلا تخسر هذا اللِّقاء. لقد اُختِرتَ لتكون إلى الأبد مع الملك الأبديّ.

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز