رسالة اليوم

27/06/2016 - الغفران عَمَل نبيل

-

-

وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ». (لوقا 4:17)

الخطيّة أمرٌ خطيرٌ للغايَة. لكن عدَم الغفران هوَ خطيّة أكثر خطورة. لا ينبغي أن يكون هناك حدُودٌ للغفرانِ. إن كانَ يريدنا الرّب كبشرٍ أن نغفر لكلّ من يُخطئ إلينا ويعترف بفعلته، فكم بالحري يغفر أبانا السّماويّ للّذين يأتون أمَامَه ويعترفُون بخطايَاهم. فالغفران هو أنبلُ عملٍ يُمكن أنْ يفعلَه الإنسان.

يجب ألّا نُخطئ مطلقاً، لأنّ النتيجة ستفوق عقولنا. فمَن يصنع الإثم يفتَح الأبواب لإبليس كي يدخُل و يتحكّم في حياتِه. عندما نُخطئ تجاه شخصٍ ما، نجرَح مشاعره ونؤذيه. فلذلك إنْ أخطأنا كل ما علينا القيام به هو أنْ نبحث عن هذا الشّخص ونعتذر مِنه بصدق.

أعتقد أنّه قبل أن نبحَث عن الذي أخطأ إلينا يجب أن نُصلح أمورنا مع الرّب ونعترِف بكلّ ذنوبنا التي فعلناها تجاهه. فمن يكذب يخطىء بحقّ الصّدق، ومن هو شرير يُخطئ بحقّ الصّلاح، ومن يرتكِب الزِّنى يُخطئ بحقّ العفّة والإخلاص، إلخ... وكل صِفات الخَير إلهيّة، وإن لم نحترِمها، يجب أن نطلب الغفران من الله على الفَور، ثم نلتَمِس مِنه أنْ يشفي قلوبنا المَكسورة وعندها سنتحرّر وسيمنحنا الحِكمة لنفعل ذلك.

ومن جِهة أخرى، مَن يأتي إلينا ليعترِف لنا بعدَ أن أصلَح علاقته مع الرّب لديهِ الحقّ بأنْ يُغفر لهُ. فالّذي لا يغفر يسمح لإبليس أن يوقِعَه في خطأ كبير. لذلك، يجب أن تُرضي الله وتبحث عن ذلك الشخص الحَكيم الذي أتى إليك طالباً الغفران. وتُعيد علاقة الصّداقة مَعَه مجدّداً، فلا يوجد حدُود لمَنح الغفران.

بِمَا أنّنا جميعنا ضعفاء يريدنا الرّب أن نغفر لكلّ المخطئين إلينا، بشكلٍ دائم تماماً كمَا يفعل هو. عندها، الرّب القدير، القويّ المَعصُوم عن كلّ خطأ، بكلّ تأكيد سيغفَر لكلّ مَن يأتي إليه ويعترف بخطاياه.

فمَن يغفِر يفعَل تماماً كمَا يفعل الرّبّ للجميع وذلك فِعْلٌ نبيل. الله هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبنا وَخَطَايَانا لاَ يذْكُرُهَا. (إشعياء 25:43). فأنْ تغفِر يعنِي أنْ تنسى كلّ إساءة. فبعض الأشخاص يقولُون أنّ الخداع أمرٌ صعب، والخيانة مِن أشخاص تثِق بِهم أمرٌ مؤذي، وأن الجروح لم تلتئم بَعد.

فالّذين يفكّرون بهذِه الطريقة يَنسون قلبَ الآب المُمتلئ بالحُبّ والإحساس أكثر من قلوبنا. إن اعترفنا لهُ بكلّ خطايانا. مَهما كانت سيئة. فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. (1 يوحنا 9:1). فالدّليل على أنّ الرّب غَفَرَ لنا تماماً هو أنّهُ لن يذكُر خطايانا التي اعترفنا بِها بعد.

 

محبّتي لكُم في المسيح.

د.ر.ر.سوارز