رسالة اليوم

19/03/2018 - لا تظلم خدَّام الله!

-

-

"فَغَضِبْتُ جِدًّا حِينَ سَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ وَهذَا الْكَلاَمَ." (نحميا 6:5)

 علينا أن نحسب أنفسَنا أعضاءً في العائلة ذاتها: عائلةُ الله. فقد قال الربُّ يسوع أنَّ أمه وإخوته هم من يفعلون إرادة الآب (متى 48:12-50). ويخبرنا الكتاب المقدَّس أنَّنا أعضاء الجسد الواحد (رومية 5:12)؛ لأنَّنا واحد في جسد المسيح. لذلك، ليس من الصَّواب أن نذلَّ الآخرين، لأنَّنا إن كنَّا نفعل ذلك سنُغضِب "رأس" الجسد الذي هو المسيح نفسه.

 لقد غضبَ نحميا جداً عندما سمع أنَّ اليهود كانوا يستعبدون البعض من إخوته. حسناً، لا يحبِّذ الربُّ يسوع أن يؤخَذ أحدٌ ما على حين غرَّة أو أن يكون مخادعاً لإخوته وينجِّس منازلهم أو أن يفشل بتقديم الاحترام الذي يستحقونه لهم. فيجب علينا أن نحترم الجميع إضافةً إلى أعضاء "جسد الربِّ" لأنَّهم أيضاً شركاؤنا ووارثين في ذات الميراث وقد نالوا ذات الرُّوح الذي نلناه.


إنَّ جميعَ الذين يعملون في العمل الإلهيّ هم خدَّام الربِّ، وبكلِّ تأكيدٍ لن يُسَرَّ القاضي العادل أن يرى أحدَ أولاده مظلوماً أو مسخَّراً أو مسلوباً. ومن الصَّواب عدم جعل الربِّ غاضباً من شيءٍ قد يسبِّب نوعاً من الضَّرر لأيِّ أحدٍ من أولاده. ومن جهةٍ أخرى، إن أعطى أحدُهم أحدَ أبناء الربِّ شيئاً لشربه باسم تلاميذه – حتى إن كان مجرَّد كأس ماء بارد – لن يضيع أجره (متى 42:10)؛ في الواقع، سينالون أجراً من الله نفسه في يوم الحساب. لكن هل سينسى القدير في ذلك اليوم المعاناة التي مرَّ بها أبناؤه الأحباء؟

 لم يتبقَّ ما يخيفنا لأنَّ الربَّ العليّ هو من سينفِّذ حُكمنا فهو كاملٌ وكلِّي المعرفة. ونوايا الإنسان أيضاً ليست بمخفيةٍ عنه. كذلك لن ينخدع الربَّ بالأكذايب التي يقولها البعض محاولين تشويشه. فعدما ينظر بعينيه – اللتان هما كلهيب نارٍ (رؤيا يوحنا اللاهوتي 12:19) – لأولئك الذين يزعجون خدَّامه، سيعترفون بكلِّ التجاوزات التي ارتكبوها بهدف تخوين أو تشويه صورة شخصٍ ما.

 يفرح الربُّ بحقيقتنا الدَّاخليَّة. فهي تسرَّه عندما نكون طائعين لكلمته وعندما نغفر لمن طعنونا ولمن سبَّبوا لنا الألم أو الضَّرر على سبيل المثال، وسيجازي أولاده بناءً على ما فعلوه بحسب كلمته.

 أخوتي وأخواتي، نحن نحتاج إلى الحقيقة لمقاومة إغراء الرِّبح القبيح. وسيحاول العدوُّ إغراءك بالتصرّف بعدم الأمانة وقول الأكاذيب والقيام بالعديد من الأفعال الخاطئة لكي تبتعد عن الحضور الإلهي، لكن لا تسمح لنفسك بالانسياق وراء تلك الممارسات. كن قويَّاً وثابتاً وصادقاً. إن كنت قد أخطأت لشخصٍ ما ينبغي أن تذهب إليه وتتصالح معه أو معها، واغفر له أو لها إن أخطأ إليك أحدُهم. واجعل الملك الأبديّ مسروراً وسعيداً بك!

محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز