رسالة اليوم

17/03/2018 - تشدَّد ضدَّ النَّوايا الشرِّيرة

-

-

"وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ." (أخبار الأيام الثاني 1:17)

 لقد انقسَمت مملكة داود إلى قسميَن. بالحقيقةِ، لأنَّ حفيده رحبعام لم يكن متعقِّلاً أو حكيماً، رأى عشرةً من الأسباط يطالبون بالاستقلال. لقد بقي سبطا يهوذا وبنيامين إلى جانبه؛ وأمَّا بقيَّة الأسباط أسَّسوا مملكة الشَّمال التي بقي اسمُها "إسرائيل". منذ أن ملك يربعام، ملك المتمرِّدين، ولغاية الملوك الآخرين، الذين تمرَّد الكثير منهم على الربِّ لصالح الشَّيطان بإدخال وتأييد عبادة الأوثان والشَّعوذة.

 كانت أسباط المتمرِّدين خبيرةً بتحدّي الله العليّ، فإضافةً لعبادة الأوثان والشّعوذة وعبادة الشّيطان – التي تجلب الكثيرَ من العار لخدَّام الله الحقيقيّين – قد أزعجوا مملكة يهوذا. بالمناسبة، كان لدى إسرائيل ملك يُدعى "بعشا" الذي اضطَّهد بشدَّة مملكة يهوذا عندما كانت تحت مُلك آسا. لقد بنى بعشا رامة وبالتَّالي لم يقدر أحدٌ الدخولَ أو الخروجَ من تلك المنطقة. لقد ارتكب آسا بدوره خطأً بعدم طلبه المعونة الإلهيَّة. فحتَّى أنَّه اغتاظ من النبيّ حناني الذي أرسله الرَّبُّ لتحذيره، وزجَّه في السّجن (ملوك الثاني 7:16-10). بعدئذٍ وبوقتٍ قصيرٍ، مرض آسا في رجليه، وتوفيَّ في نهاية المطاف لأنَّه لم يطلب الربَّ.

 لقد مَلك يهوشافاط ابن آسا على يهوذا، وفهم هذا الملك الجديد أنَّه عليه أن يتشدَّد ضدَّ نوايا إخوته الشرِّيرة في الشَّمال. حسناً، عندما يصبحُ بعضُ الأشخاص أشراراً لا نستطيع الوثوق بهم لأنَّهم قادرون على فعل أيِّ أمرٍ للحصول على ما يريدون، حتَّى عندما يدَّعون بأنَّهم يخدمون الربَّ. إذاً، إنَّه لمن الصَّواب أن تتشدَّد بقوة الله وبكلمة الإنجيل، لأنَّ الذين يمارسون أعمال الشرِّ يصبحون تهديداً لمن هم بالحقيقة طائعون للآب السّماويّ.

 يمكن للمتمرِّدين أن يلتفتوا إليّنا ويخبروننا بأنَّهم يخدمون الربَّ. لكن كُن حذراً! فوراء كلَّ اقتراحاتهم خطَّة لا تصدر من السَّماء على الدَّوام، بغضِّ النظر عن كم تبدو جميلة تلك الاقتراحات.

 إنَّ الذين اعتادوا على العيش بالشرِّ ولا يخضعوا لكلمة الربِّ يأتون عادةً بالحكايات الطويلة للإستفادة من المتمسِّكين "بالحقِّ" حقاً. لقد قال الرَّسول بولس بأننا لا ينبغي أن نكون على شركة مع من يدَّعي أنَّه أخاً لكنَّه يعيش بالواقع كالضَّالِّين (كورنثوس الأولى 11:5).

 تُخبرنا السّجلات الكتابيَّة أنَّ يهوشافاط أحبَّ الله كثيراً. بالحقيقة، كان شجاعاً كفاية بوضع كامل ثقته بالله العليّ، وبسبب ذلك كافأه الله. لا تحزن بسبب بعض الضَّرر الذي قد يسبِّبه النَّاس لك؛ لأنَّهم بالنّهاية يخدمون العدوَّ ويدعونه يستخدمهم. كُن خادم الربِّ؛ تمِّم "كلمته" وسيكون بجانبك في كلِّ الظروف. افعل كما فعل يهوشافاط الذي سعى جاهداً لفعل المشيئة الإلهيَّة، ونتيجة لذلك رأى الله القدير يحارب حروبه ويمنحه الانتصارات.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز