رسالة اليوم

16/03/2018 - قرارٌ غير صائبٍ

-

-

"فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَانْظُرُوا أَيْنَ هُوَ، فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ». فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا هُوَ فِي دُوثَانَ»." (ملوك الثاني 13:6)

 كان أليشع نبيَّ الله الذي اعتمدت خدمته على الظهور الإلهي، وهكذا يجب أن تكون خدمة كلَّ المدعوِّين للقيام بعمل الله المبارك. فلا نحتاج إلى مُسَوِّقين أو مناورات لتعزيز موقفنا؛ لكن كلُّ ما علينا فِعله أن نثق أنَّ عملنا يتمُّ من قِبل الله.

 في حادثةٍ ما، انقاد فتية من الشَّيطان ليسخروا من رجل الله لأنَّه كان أقرعاً. وبسبب هذا الموقف الشَّيطانيّ دفعوا الثّمن بحياتهم: لقد نطق النبيّ بلعنة فخرجت من الوعر دبَّتان وافترستاهم (ملوك الثاني 23:2-25).

 وفي حادثة أخرى، خطَّط ملك آرام لشنِّ حرباً على إسرائيل، وتحقيقاً لذلك، جمع جميع رؤسائه في آرام وقام بوضع بعض الخطط للهجوم. وبالرَّغم من ذلك، لأنَّ أليشع عاش بالحضرة الإلهيَّة استطاع معرفة خطط الملك الشّيطانيَّة ضد رجال الله. فحذَّر النبيُّ ملك إسرائيل الذي اتَّخذ الخطوات اللازمة لحماية شعبه. لكن هذه الإجراءات أغضبت الحاكم الآراميّ الذي بقي في حيرة بالعديد من الصدف، وبدأ يظن أنَّ هناك خائناً بين خدَّامه.

 لكن على الرَّغم من أنَّ الملك قد أُخبِر أنَّ الأمر لم يكن كذلك، بل يوجد رجلاً في أرض شعب الله المختار الذي لطالما أوحى له الله العليّ عن كلِّ شيءٍ، عمل الملك الآراميّ شيئاً أحمقاً: أمر خدَّامه أن يلحقوا بنبيّ الله وطلب من جنوده أن يعتقلوه (ملوك الثاني 8:6-23).

 حسناً، لقد سمع أليشع بذلك أيضاً، وكان قد فرَّ لو سلك بحسب الجسد. وهذا يعلِّمنا أن لا نتَّخذ قرارات متسرِّعة بشأن الأخبار التي نسمع؛ على العكس، يجب أن ندع أبانا السَّماويّ أن يرشدنا لما يجب فعله لاحقاً.

 عندما رأى خادم أليشع جيشاً هائلاً محيطاً بالمدينة، ارتعب وذهب إلى سيِّده ليخبره بما يجري. إلا أنَّ النبيّ الذي يثق بالربِّ كملجأه صلَّى أن يفتح الله أعين الغلام. فاستطاع الغلام رؤية الذين معهم كأعظم من الذين مع جيش العدوِّ، وأنَّ الجبل كان مملوءً بالخيل ومركبات النَّار.

 يمتلك رجل الله دائماً الخطَّة: خطَّة الربِّ. فصلّى أليشع إلى الله العليّ أن يصيب الجميع بالعمى. وبعد ذلك، أحضرهم إلى السَّامرة وصلَّى إلى الله القدير أن يشفيهم، وبعدما أبصروا وإذا هم في وسط السَّامرة محاصَرين بالجيش المحليّ وأمام ملك إسرائيل. فارتعبَ الآراميون، وسأل ملك إسرائيل إن كان قادراً على قتلِهم جميعاً. حسناً، إنَّ الله لا يفعل شيئاً يهدف للدَّمار، بل ليعلِّم الناس درساً ليعيشوا بشكلِّ أفضل. في يومنا هذا، حتَّى وإن كان هناك من يسيؤون إلينا، لا يجب أن نصلي لهم كي يموتوا، بل أن ينالوا معرفة الحقِّ الكاملة. لم يسمحْ أليشع للملك إساءة معاملة الآراميين، فبدلاً من ذلك، قدَّم لهم بعض الطعام، ونتيجةً لذلك الموقف الحكيم لم تذهب مجموعات الغزاة لأرض إسرائيل في أيامه. أخوتي وأخواتي، ينبغي أن يكونَ كِلا السَّلام والخلاص ثماراً للإيمان. لذلك، اعتنوا بمن هم تحت مسؤوليَّتكم.

 

محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز