رسالة اليوم

10/03/2018 - استمر بالثِّقة في الربِّ

-

-

"لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسِدِ الأَثَمَةَ، لأَنَّهُ لاَ يَكُونُ ثَوَابٌ لِلأَشْرَارِ. سِرَاجُ الأَثَمَةِ يَنْطَفِئُ." (الأمثال 19:24-20)

 مع الأسف، لم يسبق وفشلت "مدرسة الأشرار". على سبيل المثال، لقد استخدم أولاد إيليا صبر الله وأساؤوا استخدامه حتَّى تمَّ قتلهم في صباهم (صموئيل الأول 12:2، 22، 11:4)، لكنَّ الأشرار لم يتَّعظوا من هذا الأمر. وما حدث مع شاول لم يؤخَذ على محمل الجديَّة من قِبل الذين يصرُّون على معصية "كلام الربِّ". ولم يكن مثال حنانيا وسفيرة كافياً لنقل الرِّسالة التي تخبرنا عن نهاية الذين يكذبون على الرّوح القدس (أعمال الرسل 5)، فلا يدرك الذين يفعلون الشرّ حقيقة ما ينتظرهم.

 من غير المجدي أن يصرخَ الجاهلون في محضر الله العليّ نهاراً وليلاً ليتركوا طرقهم الرديَّة، لكن من المُحزن جداً معرفة حقيقة نهايةَ من نصافح، ومن يتكلَّمون كقديسين؛ الذين يدعون أنفسهم خدَّام الله. لكنَّ رسالة السماء تخبرنا أن لا نكترث لأمرهم. للأسف الشديد، ينبغي أن نواجه حقيقة الذين يظنُّون أنَّهم عظماء في عمل الله – رجالاً ونساءً – يتَّخذون بذلك القرار لتسليم أنفسهم للأفعال الأثيمة، وإن اعترفوا بخطاياهم يوماً ما سيكون قد فات الأوان. أصرف الوقت في التَّضرُّع أمام الله من أجل الخطاة الذين تفتقر أرواحهم لبركة إنارة إنجيل المسيح.

 إنَّ الأشرار يعيشون في وسطنا ويبدون كأشخاص مؤمنين، ويصنعون أحياناً عجائب كما نفعل نحن بل وأعظم، لكنَّهم يواجهون مشكلة عدم تقدير "كلمة الله"، فيحذِّرنا الربُّ من عدم حسدهم. ليستمروا بعنادهم وسلوكهم بحسب رغباتهم ويستنزفوا صبر الله، وهكذا سيواجهون مستقبلاً مريعاً لأنَّهم سيدركون يوماً ما أنَّ سبب استبعادهم من الخلاص الأبديّ هو ازدراؤهم بصوت سيِّدنا.

 إنَّ الشرير يملك قلباً رديَّاً، فبالرغم من أنَّه يعلم ما هو الصَّواب يفتخر بإظهار

الفعل الأثيم أنَّه ليس بالسوء الذي يظنَّه الآخرون. وينسون أنَّ الله صبور ولا يريد أن يضلَّ أحداً (يوحنا 39:6)، وبسبب ذاك الصّبر لا يزال الأشرار أحياءً، لكنَّ يوم دينونتهم قادم وسينالون مجازاة رهيبة لأنَّهم سيختبروا جام غضب الله القدُّوس (العبرانيين 31:10).

 سينطفئ سراج الأشرار المدخِّن، وسيمشوا حينها في الظلمة، ولن يشرق عليهم نور وجه الله قط. يا لهم من مساكين! فقد اختاروا الاستهانة بـ"الحقِّ" والتوجّه نحو العذاب لأنَّهم لم يعودوا يخدمون الله.

كن خادماً لله على الرَّغم من كلِّ الظروف! ولا تدع الشّيطان يخدعك بعروضه. فأن تكون خادماً لله خيراً من أن تتمتَّع بأمجاد الخطيَّة.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز