رسالة اليوم

04/03/2018 - الوصيَّة: لا تخف

-

-

"لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا." (مزمور 2:46-3)

 ما كُتِب في هذا المزمور يجب أن يُعدَّ كوصيَّة، لأنَّ الرّوح القدس هو مؤلف النُّصوص المقدسة. وبغضِّ النظر عمَّا يحدث من حولك، لا تخف. فالربُّ أمينٌ جداً مع الذين يضعون كامل ثقتهم به، وهو متحكمٌ في كلِّ الأشياء، ويسود على كلِّ خليقته ويملك السّلطان للتدخّل أين ومتى يشاء. ببساطةٍ، كلُّ ما علينا فعله هو الإيمان بكلمته بلا ارتياب (يعقوب 6:1) حتى وإن بدت الظروف سلبية.

 إنَّ السرَّ يكمن في عدم الخوف من شيءٍ البتَّة، فنحن نظهر ثقتنا المطلقة بأبينا السّماويّ عندما نسلك بهذه الطريقة. ومن المحزن أن لا يكون لنا الإيمان بخالقنا. هناك من يتبنَّى فكرة الإيمان في أيِّ شيءٍ كان، لكن تنفي كلمة الله أمراً كهذا، لأننا ينبغي أن نؤمن بما يعلنه الربُّ فقط. وعلينا أن نبقى متمسِّكين بإيماننا بالله عندما نكون في خضم كارثة أو محنة ما حتَّى ولو بدا الأمر غير مناسب.

 سيسعى العدوُّ جاهداً ليفقدنا تركيزنا، فهو يجعل الأمور السّيئة تبدو أسوأ، وأشدُّ رعباً ممّا تراه عيوننا. إذاً، كلُّ من يريد النَّجاة من فخاخ الشّيطان عليه أن يحوِّل نظره عن تلك الأشياء وأن ينظر إلى الربِّ يسوع، رئيس إيماننا ومكمِّله (العبرانيين 2:12).

 هذه هي غاية الثقة بالربِّ العليّ الذي وعد أنَّه لن يتخلّى عنا مطلقاً (يشوع 5:1). لذلك، من الصَّواب أن لا تنزع هذه الكلمات من قلبك. فحتى وإن اجتزنا في أتونٍ محمَّى لسبعة أضعافٍ (دانيال 19:3)، أو دخلنا في جب الأسود الجائعة (دانيال 16:6) سيكون الربُّ معنا هناك. هل من أمرٍ لطالما سبَّب لك الإزعاج ؟ وهل تبدو لك الأمور خارجة عن السّيطرة؟ ثق بوعوده لأنَّ العليَّ معك.


إنَّ الذين يثقون بالربِّ لا يهابون الظروف القاتمة، وكما قال كاتب المزمور: "لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا." لذا، استمر بالوثوق به، ودع إيمانك راسخاً بـ"الصَّخر الأبديّ" حتَّى ولو تزحزحت أقوى الأساسات.

 لا تظن أنَّ أبطال الإيمان سابقاً كانوا أناساً خارقين، وهم أيضاً لم ينالوا معاملة أفضل من الربِّ. لكن الاختلاف هو أنّهم طلبوا الربَّ العليّ بإيمانٍ ولم يفشلوا، بل وثقوا به وسمَحوا لقوَّته بالعمل لصالحهم. أخوتي وأخواتي، افعلوا المثل! وكونوا جريئين كفاية كيلا تتزحزحوا أمام تهديدات العدوّ. فذاك الكلام دُوِّن من أجلكم. إذاً، تصرَّفوا وقفوا راسخين لأنَّ كلمة الله تخبركم بأنَّ الربَّ سيكون معكم.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز