رسالة اليوم

03/03/2018 - لا ترجع للوراء!

-

-

   (مزمور 44: 18) ""  لَمْ يَرْتَدَّ قَلْبُنَا إِلَى وَرَاءٍ، وَلاَ مَالَتْ خَطْوَتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ، 

 كانت تلك فترةُ عارٍ وحزنٍ لأنَّ إسرائيل كان يعاني من أعدائهِ. يروي ناظم المزمور عن الوضع المؤسف الذي تمرُّ به الأمة، لكنّه ذكر أنّه رغم كلّ تلك الهزائم والافتقار الواضح للمساعدة السَّماوية أنَّ الناس لم ينسوا الله ولم يكونوا غير مخلصين لعهدِهم معه. هذا نوعٌ من المواقف الإيجابية بشأنِ كلمة الله التي يجب أن تكون لدينا لأنَّ ذلك يُكسبنا لطفَ القدير. لا نعرف لماذا تحدث بعضُ الأشياء، ولكن نسيان الرّب وعدم الأمانة للعهدِ معه هي أشياء لا يجب أبداً أن تخطرَ على ذهنِ خادم الله.

 قلبُ إسرائيل لم يتراجع. وبعبارة أخرى: لم يفكروا في الإستسلام. لا يهم المحنة التي تمرُّ بها الآن: لا تقبل حتى مجرَّد صوتٍ داخلي يوحي لك أن تتخلَّى. أولئك الذين يخضعون لمجرّد فكر (الإستسلام ) سوف يعودون عن التزامهم ويضعف قوامُهم الرّوحي. ونتيجة لذلك، سوف يشعرون أنّهم ليسوا على مستوى التَّحدي المتمثِّل في مواجهة عدوِّهم. وكذلك الذين يستدرجون حلولاً أخرى لا يحقِّقون النَّجاح في المعارك لأنَّ قلوبهم ليست أمينة.

 لا يهمّ من يقف ضدَّك، لا تتوقف حتى للنَّظر في إمكانية قبول شروطهم أو الاستسلام. الشروط الوحيدة التي تقبلها هي تلك التي وُجِدت في الكتاب المقدّس؛ تلك هي القواعد الإلزامية. مهما كانت الظروف، حافظ على التَّحرك! لا تدعْ العدوَّ يغريك بأكاذيبه. إن كنت قوياً الآن وإن وبّختَ الشَّر الذي يهاجمك، فإنَّ الله سوف يرى جهدك وعزمك على طاعته، وسوف يأتي لمساعدتك.

  الناسُ الضّعفاء موجودون وسيتواجدوا دائماً . أولئك الذين لا يقفون بثباتٍ على الصَّخر يخافون مباشرة من هجوم الشَّيطان ومن حجم مشاكلهم أيضاً؛ فهم ينسون أنَّ الله هو أكبر بلا حدودٍ من جميع القِوى التي قد تأتي عليهم (يوحنا 4: 4). فالسِّر ليس بالتّخلي عن طريق الربّ.

  ما أجمل هذا الخبر، إنَّ أبانا السَّماويّ سيحكم في قضيَّتنا (رومية 31:8). سيعمل الله بالتأكيد لخيرنا إن كنَّا نطيع وصاياه، لأنَّه القوَّة التي نحتاجها لتحقيق النَّجاح الذي لطالما سعينا نحوه. كلُّ ما علينا فِعله الإيمان بكلمته، والسَّماح له بالمحاربة عنَّا ليمنَحنا الإنتصار. أولئك الذين يقبلون الهزيمة لن يُرضوا الله مطلقاً، بل الذين يذهبون إلى معاركهم واثقين أنَّهم سينالوا مواعيدَهم. إنَّ مسرَّةَ الربُّ بنا هي قرارنا، وستكون قوَّتنا عظيمة جداً إن كنَّا نسرَّه.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز