رسالة اليوم

28/02/2018 - قَرَارٌ خَاطِئ

-

-

"قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي" (سفر المزامير 1:39).

إنَّ إحدى الأخطاءَ التي يَرتكبها شَعبُ الله هو الاعتقادُ بأن شَيئاً ما، يَجبُ أن يتمَ بطريقةٍ معينةً. ويبدؤونَ التعاملَ مع الامرِ دُون الاستعانةِ بكلمةِ الرَّبِّ، وكما لو كانَ حقيقاً. بينما كُلّ ما ينتجه العَقل لا يَجبُ أن يَكونَ أسلوبَ حياةَ خادمِ الرَّبِّ. ويجبُ علينا أن نَأخُذ الارشادَ من الازلي والأبدي، مِن كلمةَ الرَّبِّ، وليْس حَسبَ ما نَعتقد أنهُ صحيحاً أو منطقياً. منذ قرون تَسببَ هذا في اِنحرافِ الكنيسةِ في رُوما قَديما بَعيداً عنْ الحَقيقةِ، واخترعت دِيانةً أُخرى. وهَذا مَا يَحدثُ أيضاً الآن مع العديدِ من الكنائسِ الانجيلية.

 يَعرفُ المَسيحيونَ أنهم لا يَجب أن يُضايقوا الرَّبَّ. وإذا لمْ تفحص تَصرُفاتك وقَراراتك وسُلوكك في ضوءِ كلمةِ الرَّبِّ، سَوفَ تَشُك في قَلبكَ، لأنهُ لا يُوجد قاعدةٌ ثابتةٌ في هذا العالم مُمكن أن تستندَ عليها، ثم يَبدأ قَلبك في اِكتشافِ طرقٍ سيئةِ، وبِما أنكَ لا تُريدُ أن تُغضبَ الرَّبَّ، فتبدأ بالتعاملِ معهُ كأنهُ شَخصٌ ثائرٌ، وغاضبٌ وحاقد. ولأنك اِبتعدت عنْ الحقيقةِ، فإنك تَخلقُ عقيدةً جديدةً غريبةً جِداً. ولكِنْ لا شيءَ من هَذا يُرضي الرَّبَّ، ولأنهُ لا يقبلُ شهادة من إنسان (يوحنا ٥: ٣٤ ) ومَجداً من النَاسِ لا يَقبل (يوحنا ٥ : ٤١).

أخترعَ  بعضُ الناسِ في خيالهم أشياءً منافيةٍ للعقلِ لإرضاءِ الرَّبّ، مِثلَ: " لنْ أقص شَعري لفترةٍ طَويلة"، "لنْ أنامَ مع زَوجتي لمُدةٍ مُعينة "، "أنا سوفَ أرتدي الازرقَ والأبيضَ فَقط "، "لنْ أكُلَّ اللحوم" وكذا وكذا ..الخ. وهُناك أيضاً من يَعتقدُ أنهُ بالركوعِ والصلاةِ كُلَّ يومٍ ولعدةِ ساعاتٍ، أو بقراءةِ الكثيرِ من الكِتابِ المُقدّسِ. فإذا كُنت قد أخذت مثل هذهِ القرارات أو أي شيءٍ مشابهٍ، يجب عليك أن تَطلُب الغُفران من الرَّبّ، وتضع حَداً نِهائياً لهَذا، لأن هذهِ أشياء من الجسد.

يَخافُ كاتبُ المَزاميرِ من أن يُخطئ بِلسانهِ، لكنهُ كان يَعلمُ أنه إذا تحدث فقط بكلمةِ الله، فلن يُخطئ أبداً. ومن يقولُ الحقيقة لنْ يُخطئ، ولنْ يجرح شعورَ أحدٍ ولنْ يُعطي أي فرصةٍ للعدوَّ ليُجربهُ، لأنهُ لا يكون تحتَ نيرِ العدوُّ. ولكنهُ يعتمدُ على مَا يقولهُ الكتابُ المُقدسُ دائماً، ولا يَرتكبُ أبداً أي خَطأ. أما إذا اِتخذَ أي قرارٍ خارجَ الكلمةِ المقدسة، فهو لنْ يُرضي الرَّبّ. وأيضاً هو أن لا يؤمن بوجودِ الشرِّير، الذي اِنحرفَ نتيجةً لعدمِ طاعتهِ لتوجيهات الرَّبِّ. فنحنُ لا يُمكننَا إغلاقُ شفاهنا ولا نتكلمُ عنْ الحقائق الأبدية. فالذي منَّ الرَّبِّ لا يجبُ أن يسمحُ لنفسهِ أن تنقادُ بالخوفِ أو باحترامِ وجود الذي ليسَ في شركةٍ مع السَماءِ.

أفضلَ ما في الحياةِ هو العَيشُ بدونِ إدانةٍ. والذي يَحترمُ الكتابَ المُقدسَ ويَسترشدُ بالمكتوبِ فيه، يحيى إلى الأبد في حَضرةِ الرَّبِّ.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز