رسالة اليوم

22/02/2018 - لا تَدَعْ الحَسَد يُسَيْطرُ عَليكَ

-

-

"مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ" (كولوسي9:1).

كانَ نجاحُ أهلَ كولوسي واضحاً، وهَذا شيء مؤكد لأنّ الأشخاص الذينَ يسمعونَ كلمةَ الله ويَعملونَ بها، يَفعلونَ نفسَ الأفعال التي فَعلها يَسوع بِقُدرتهِ الإلهية، والرُسل أيضاً. وهَذا من حقِّ أي شِخصٍ في العالم مُتصل بالأبدية. وإذا كُنتَ تُصلي، ولمْ تَدخل قُوَّة الرَّبَّ للعملِ في أي مَجالٍ في حَياتِك، فكُن حَكيماً وابدأ في البَحثِ عنْ مَا يَمنعُ الرَّبَّ من العَملِ، وقُم بفعل مَايجب عليك لتكونَ حياتُك مُتاحة لعملِ كلمِة الرَّبِّ.

اِنتشرت نَتائجُ إيمانِ هؤلاءِ الأخوةِ في أماكنَ كثيرة، والنَتيجةُ هي أنّ المَزيد من النَاسِ أرادوا أن يَسمعوا عنْ رسالةِ الصَليبِ الرائعةِ. واليَوم، يَجبُ أن يَحدثَ نفسَ الشيءِ معنا، وإلا سَنخسر ملياراتَ النُفوسِ. قد كانت الجُموعُ تتبعُ الرَّبَّ يَسُوعَ، لأنهُم رأوا وسَمعوا ما كانَ يَفعلهُ. وكذلك الناسُ في وقتنا هَذا، بِغضِ النظرِ عنْ جِنسياتهم وأوطانهم، هُم بِحاجةٍ الى التمتُع بما حَصل عليهِ أهلُ كولوسي أيضاً. ويَجبُ أن تستيقظ كنيسةُ المسيحِ لهذهِ الحقيقةِ.

أصبحَ الحسدُ شائعاً في أوساطٍ دينيةٍ متعددةٍ، ولا سِيما عِندما يبدأُ الرَّبُّ في اِستخدام شَعبهِ لعملِ مُعجزاتٍ وآياتٍ وعَجائب كثير. ولكِنْ، لا يَنبغي أن يَحدث هَذا لأن مَا يَهُم هو ليس مَنْ يفعلُ هَذا، بل إن الله يَشفي، يُحرر ويُخلص الخُطاة. ومنْ ينتمي إلى الرَّبّ يجبُ أن يَفرحَ بما يَصنعهُ الرَّبُّ في أي خدمةٍ. وهذا الشيءُ المُحزنُ عِندما نَسمعُ بأشياءٍ غريبةٍ وضد القَداسةِ والتي تَنشأ بين الأخوةِ في المَسيح.

جمعَ بُولس أخوتهُ من الخُدام والرُعاة واِقتادهُم للصَلاة من أجلِ أن يَستخدمَ الله أهل كُولوسي أكثرَ وأكثر، ونحنُ يجبُ علينَا فعلُ المِثلِ. والآبُ يعرفُ لماذا يَجبُ أن يَسكبَ نعمتهُ على بَعضِ الخَدماتِ. ولذلكَ، فإذا كانَ أحدٌ يسلكُ بالحسدِ أو بشيءٍ آخرٍ من اِضطهادٍ أو تكلمٍ بالشرِ عن هؤلاءِ الأخوةِ، فسوفَ يكونُ مُخطئاً ضدَ الرَّبِّ العليِّ.

لقد كانت صَلاة الرسُول بُولس بأن يَكونوا مُمتلئين من مَعْرفةِ مَشيئةِ الآب. وهَذا هو مَا يجبُ أن يَحدثَ بين شَعبَ الرَّبِّ. فإن عَمل الرَّبِّ لنْ ينجحَ أن كانَ الذينَ يُريدُ استخدامهم يَفتقرونَ لمَعْرفةِ المَشيئة الإلهية. وهَكذا يَستطيعُ العدوُّ أن يَقودهُم إلى تَصرفاتٍ غريبةٍ جِداً. فالذي لا يَعرفُ ذلك يَتعرضُ لخطرِ التَكبُر والتصرُفِ بالجسدِ، والحُكم على نَفسهِ. فَيجبُ أن يَكون لدى الجَميعِ الحكمةُ والذكاءُ الرُوحي.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز