رسالة اليوم

21/02/2018 - نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ

-

-

"ٱلَّذِي قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ كمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضاً، وَهُوَ مُثْمِرٌ كمَا فِيكُمْ أيْضاً مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ" (كولوسي 6:1).

أمرنَا المَسيح أن نُبشِّر بِرسالةِ الأخبارِ المُفرحةِ، والتي تُدعى إنجيلَ الحَقيقة. ولا يَجبُ علينا أن نخجلَ ولو قَليلاً من أن نُخبر الجميعَ بهذهِ الأخبارِ المُفرحةِ والتي هي كلمةَ الحقِّ. كلمةُ الله ليْس فيها أيّ خطأ أو عيب، ولكن بِها قوّةُ الرَّبّ. وإذا كانَ هُناك أيّ تَقصير أو ضَعف في الرسالةِ التي نُقدمها، فَهذا يَرجعُ إلى عَدمِ فهمِ ما هو مَوجودٌ بين أيدينَا وكيفيةِ استخدامهِ. فنحنُ لدينا نَفس الرسالةِ ونفسَ القُدرةِ التي كانت في الرَّبِّ يسُوع، والتي خَدم بها بين الناس أيامَ وجوده على الأرضِ.

أمرَ المُعلم تَلاميذهُ أن يَذهبوا إلى العالم أجمع ويَكرزونَ بِكلمةِ الإنجيلِ الثمينةِ للخليقةِ كُلها (مرقس 15:16). ومَع ذلكَ، فَشل الكثيرونَ بأن يَكونوا مُخلّصين لوصايا يسُوع، واِخترعوا مَذاهِب وأنظمةَ، وحَتى أنهم جَعلوا الإنجيلَ عبارةً عن دِينٍ ميتٍ وشرير، وليس لهُ أي علاقةٍ بما فعلهُ المَسيح. لذلك، يجبُ أن نَرجعَ إلى الأصلِ وننقُل هَذهِ المَعرفةِ إلى الناس في جَميعِ أنحاءِ العَالمِ.

إنّ كلمةَ الرَّبِّ تُثمرُ من ذَاتها. وبِمجردِ أن نَكونَ مُخلصينَ لما نَتعلمهُ من الكتابِ المُقدسِ ونَحمل الرسالةَ كما هي، هذا يَجعلُنا نرى المُعجزات تَتحقق، والناس تتغير وعَملُ الرَّبِّ يُنفذ، كمَا في أيامِ الكنيسةِ الأولى. فلقد كانت كلمةُ الرَّبِّ تُثمر وتنتشر وسطَ شعبِ كُولوسي، ونفسَ الشيءِ يجبُ أن يَحدثَ بيننا، أو أننا لمْ نفعل مَا أمرنَا بهِ يسُوع.

كانَ رباطُ الأخوةِ بين أهلِ كُولوسي مُميزٌ جِداً، لأن الكلمة كانت مُثمرةٌ في وسَطهُم. وكانت تلك الأيام التي عَاشوا فِيها رَائعةٌ جداً، حَيثُ أن قوةَ الله كانت تَعملُ بحُريةٍ بينهُم. فإذا عُدنا لما أمرنَا بهِ الرَّبِّ وكُنا مُخلصينَ لهُ، سوف نرى أشياءً مُماثلةً تحدثُ في بيننا. وإذا رَأينا أُناساً يَعيشونَ في الخَطيئةِ، أو مَرضى أو يَقتلونَ أنفسهُم أو يَفعلونَ أي شيءٍ خَاطئٍ، يَجبُ علينا أن نَدعَ الكلمةَ تَأتي بِأثمارهَا.

تبدأُ كلمةَ الرَّبِّ في الأثمارِ في نَفسِ اللحظةِ التي نَعظُ بِها ونَقبلهَا. إن كُلَّ من يَفعلُ ما كان يَسُوع يَفعلهُ، سَيحصلُ على النتائجِ التي حصلَ عليها أيضاً. أما الذي يُصرُ على فعلِ الأمر بِطريقةٍ مُختلفةٍ، سَيحصلُ على نَتائج مُختلفة. فالعالمُ يَتوقُ، يَصرخُ ويَنتظرُ أن يرى كيفَ يُكونُ أبناء الله الحَقيقيين.

تَعملُ نعمةَ الله في الحَقيقة، لذلكَ، إذا كُنتَ تُريدُ أن تَكونَ بَعيداً عنْ كُلّ المُحاربات، فمنَّ الضروري أن تَعرف الحقّ، لأن الرَّبَّ قال إن الحقَّ يُحررنَا. وإذا أرشدنَا الشَعبَ لمَعرفتهِ، سَوفَ نرى النَاس أحَراراً.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز