رسالة اليوم

20/02/2018 - أُبْطِالُ نِعْمَةَ اللهِ

-

-

 "لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ" (غلاطية21:2).

أتت إلينَا نَعمةُ الله بَمجيءِ ربنَا يَسوع ومَوتهِ عنْ الجنسِ البشري. وهي قوَّة الله التي تعملُ لصَالحنا. والتي وفقاً للأسفارِ المُقدسة ننالُهَا بالإيمان. وهَذهِ الخُطوةُ هي كَافية لكي يقود الرَّبّ الضَائعين إلى الخَلاص، ويُحرّر المُدمن من الخمر، ويشفي الإنسان من أيِّ مَرضٍ. ونحصُل على هذهِ النعمةُ الإلهيةُ بالإيمان، وليْس بالإهمال أو الشّك، وبِها نَستطيع تحقيقِ خِطط الله من أجلنا. قد يَبدو مُستحيلاً تصديقُ أنّ الإنسانِ يُمكنُه أن يُبطِلَ عمل نَعمةَ الله في حياته. ولكن إن كانَ يُقاومُ الرَّبّ، ولا يُعطيهِ مكانته الحقيقية، يُمكنهُ أن يُدمرَ هذهِ القُدرة التي قدمهَا لصالحهِ ولصَالح حَياتهِ. وإذا كانَ الآب قدْ حَذّرنا من هَذا الخَطر، فَهذا لأنه حَقيقي. وكُلّ من يَرتكب حَماقةً من هَذا القَبيل، سَيكونُ غيرَ قادرٍ على الصُمودِ أمامَ الشدائدِ التي نعلمُ أنها ليْست بقليلةٍ. والجَديرُ بالذكر يا إخوتي، إن العدوُّ يَقف وراء كُلِّ أفعال الشرَّ.

بعملِ الرَّبِّ من أجلنا صَار لنَا الاستحقاق، ذَاك الذي أحَبنا حتى بَذل اِبنهُ الوحيد لكي يَموتَ من أجلنَا (يوحنا ١٦:٣ ). وعِندما يفتحُ الرَّبّ اذهاننَا، يُمكننَا القول بأن هَذا الاستحقاق هو حَقيقةً لدينَا. ولأنهُ يُحبنا، يُمكننَا طلبَ ما قدْ وعَدنا بهِ، وذلك إيماناً وثقةً في كلمتهِ.

لمْ يَكُنْ موتُ يسُوع بِدونِ فائدةٍ أو حَدثَ بِالصدفةِ، ولكنهُا كانت خطة الله والطريقةُ الوحيدةُ التي يُمكنهُ بها أن يَقودنَا إلى نَفسهِ. واحتقارَ ما فعلهُ الآبن من أجلنا هو أعظمُ خطيئةٍ يمكنُ لأحدٍ أن يَرتكبهَا، وذَلك لأنهُ تركَ مجدهُ وولد في عَالمنَا، كأنهُ واحدٌ منَا، وقبل الإهانةِ حتى مُوته على الصَليب في الجُلجثة. لقد كانَ هدفُ المسيح الوحيد هو خلاصنا وأن يَقودنَا إلى الآب.

فإذا كُنت مُقتنع بأن الرَّبّ قد مات في مكانكَ، وطَالبت بِحقوقكَ في الوعودِ الموجودةِ في الكتابِ المُقدسِ، فأنت تُكرمهُ بذلك. وهو يَقول أن الإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ (رومية 7:13)، أما إذا احتقرتَ ما فعلهُ السيد الرَّبّ من أجلِ انقاذكَ، وحُصولكَ على الحَياةِ الأبديةِ، فأنك تَطرح نَفسكَ في النارِ الأبدية، ولنْ تَخرُج مِنهَا إلى الأبد.

فالذي يَعيش بِالإيمان يَعترف بِما تَقولهُ الكلمةُ عَنهُ ولا يَقبل بِأقل مِما يَعدهُ بهِ الإنْجيلُ المُقدس. ولذلكَ، فَهذا الشَخص يُرضي الله. وهُو سَيُسر بهِ ويُعطيهِ من قوتهِ. فَالعيشُ بالإيمانِ هو وَاجبٌ يَجبُ أن يفعلهُ الجَميع. وِبذلكَ، لنْ يَعيش بالنامُوس بل بِالنعمةِ، وعلى يَقينِ الإيمانِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز