رسالة اليوم

18/02/2018 - أشَيَاءٌ مَنطِقيةٌ

-

-

"فَدَعَا الاِثْنَا عَشَرَ جماعة التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا لهم : لاَ يَصِحُّ أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كلِمَةَ اللهِ لنقوم بتوزيع الإعانات"! (أعمال الرسل 2:6).

يَجبُ أن تَكون خِدمةُ الرَّبِّ بالنسبةِ للمسيحي، مِثل الهواء الذي يتنفسهُ. وهَذا أكثرُ شيءٍ مَنطقي في العَالم. حَيثُ أن عَدمَ المُساهمةِ في عَملِ الرَّبِّ هو حَماقةٌ كَبيرةٌ. أخي ما هُو أفضلُ شيءٍ يَتعين على الأنسانِ القيام بهِ؟ بِما أننا نُؤمن بِوجودِ الخَالق، فَإن أفضلَ شيءٍ يُمكننَا القيام بهِ هو تَحقيقِ مَشيئتهُ، لأننَا في يَوم مَا، سَنقف وجهاً لوجه أمامَ الآب، وفي تِلكَ اللحظةِ سَوفَ نُقدم حِساباً على مَا فعلناهُ في حَياتِنا من أجلهِ، وبِالمواهبِ التي أعطاها لنَا، والفُرص التي مَنحها لنَا وكيفَ ضَيعنهَا.

أعظمَ عَملٍ يُمكنُ أن نَقومَ بهِ هو خِدمةُ الكَلمة، لأننَا عِندمَا نَتكلم عنْ الإنجيل، نَحنُ بذلك نُعطي شِفاهنا للرَّبِّ كأداةٍ ليَستخدمهَا. وبَالتأكيد فَهو يَعتني بِالوعاءَ الذي يَستعملهُ ويُكافئهُ. أحَياناً كَثيرةً، عندمَا أقوم بِالخدمةِ من عَلى المَنبر أو معَ شَخصٍ مُا، يُعطيني الرَّبّ الإجابات التي أنا في حَاجةٍ إلي معرفتها. وإذا كانَ هُناك شيءٌ ينبغي لنا أن نتوقَ لهُ، فهو خِدمةُ كلمةِ الرَّبِّ. ولا شيءَ يُضاهي هذا الامتياز الذي أعطاهُ لنَا لإيصال رسالتهِ إلى الناسِ.

تشبه خَدمتنا لكلمة الإنجيل المِلح، الذي يُعطي المَذاق الطيب للطعام (متى 13:5) ويُحافظ على المُجتمع من الفساد. وإذا كانَ العالم لمْ تَشتعل فيهِ النيران حتى الآن، فذلك لأن أبناءُ الله الذين كرسوا حَياتهُم للرَّبِّ ولمْ يَتوقفوا عنْ الحديث عنْ المَحبة الإلهية. هُناك أيضاً وظائف مُهمة جِداً في مُجتمعنَا – مِثل مُوظف النظافة الذي يُنظف الشَوارع ويَجمعُ القُمامة، والفلاح الذي يَزرع البُذور لتُصبح غِذاء، والأطباءَ الذينَ يَفعلونَ عَملاً رَائعاً. ولكِن بِالرُغم من ذَلك فأن أهمَ هذه الأعمال والأكثرَ نَفعاً للبشريةِ هو الكرازةُ بكلمةِ الله.

وممَا لا شك فيه، فأن أولئكَ الذينَ يَمنحونَ وقتهُم، ومَواهبهُم وكُلّ ما يَملكونَ للمُساعدةِ في الكرازةِ بالإنجيل، سَوفَ يَنالونَ المُكافأت العَظيمة. فكر في ذَلك: إذا كانتَ قِيمةُ نَفس وَاحدة هي أكثر بِكثير مِن جَميع مَا تَملك، فَالذي يَكسب على الأقل نَفس وَاحدة، سَيحقق أفضلَ استثمار على الأطلاق. فَلا تقلق بِشأن هَذا العَالم، لكِنْ أهتم بِسعادتِك الأبدية.

خلقَ الله كُلَّ شيءٍ (سفر التكوين ١)، ومِمَا لا شك فِيهِ كان يَقدر أن يَخلق جنس بَشري آخر، أفضل مِنا، ولكنهُ أحبنا وأختارَ أن يَفتدينَا. ويا إخُوتي، هَذا نَوعٌ من المَحبةِ لا نَستطيعُ فَهمهَا. فلدى الرَّبّ فِعلاً لديهِ مَشيئةٌ رَائعةٌ لحَياتِك، لذلكَ لا تُضيع سَعادتِك. لأنك بِدون الرَّبّ العليِّ، سَتعاني إلى الأبد.

يَستعمل العدوُّ مُختلف الطُرق، والتي نُسميها فُرصْ، لكي يُضل أبناءَ الرَّبّ عنْ البركات التي سَيحصُلون عليهَا إذا كانوا أُمناء للآب. فَشارك أكثر في أعمالِ الكِرازة. لأن سَعادتك تَعتمد على قَرارك.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز