رسالة اليوم

24/06/2016 - لا شيء يعوّض عن برَكَة الرّبّ

-

-

فَقَالَ لَهَا أَلْقَانَةُ رَجُلُهَا: «يَا حَنَّةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ وَلِمَاذَا لاَ تَأْكُلِينَ؟ وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ؟ أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟». (1 صموئيل 8:1)

نرى في هذه الآية كيف قال ألقَانَة لحَنّة أنّه أفضَل من 10 بنين وأنّه لا يفهم ما سبب بكائها وعدم تناولها للطّعام وكآبة قلبِها.

يوجد هدَفٌ للرّبّ من كلّ عطيّة يمنَحها لكلّ منّا. كانَت حَنّة تعلَم أنّها خُلقت امرأة كي تُنجب، لكنّها كانَت عاقراً. في ذلك الوقت كانَ يُسمح للرّجُل بتزوج أكثرِ من امرأة، وكانَ لألقانة زوجَة أخرى تدعى فَنِنَّةَ وأنجَب منها أولاداً كُثر، أمّا حنّة لم تُنجب، ولهذا السبب كانت فَنِنَّةَ تغيظُها باستمرار، فلذلك كانت حنة حزينة وتبكي بِلا انقطاع في كل يوم، بسبب مضايقات ضرتها فَنِنَّةَ لهَا.

يساعد البكاء على تخفيف ألمِ الرّوح، لكن لا يُعطي جواب أو حلّ. وكانَ ألقانة قلقاً على زوجته بسبب بكائها المتواصل، وحاول إخراجها من حالة الحزن هذه، لكنه لم ينجح لأنّها أرادَت حلّاً لمشكلتها.

عندما لا ننجح في أمرٍ ما، تتأثّر حياتنا بأكملها. سألَ ألقانة حنّة : لماذا لا تأكلين؟ لكن ما كانت تحتاجه هو غذاء لروحها كي يمنحها الإيمان، فذلك بالتأكيد ما يمكنه تحرير أيّ شخص من أيّ مشكلة أو صعوبة .

عندما نُعلن كلِمة الرّب لشخصٍ ما، نساعده كثيراً، لأنّ معرِفة الإنسان ضعيفة وليس لديه القدرة على حلّ الصّعاب والأزمات. يمكننا تقديم الحلّ فقط عندما يكون لدينا "اجتماع عمل" مع الرّب وعندما نفتح قلوبنا أمامه ونخبره بكلّ ما يزعجنا. عندما نسلك بهذه الطريقة، يجيبنا الرّبّ، ويمنحنا سؤل قلوبِنا.

أراد ألقانَة من حَنّة أن تشرح لهُ سبب الحزن الذي في قلبِها. وبِما أنّه كاهن فعليه أن يطلب المساعدة من الرّبّ - تماماً كمَا فعل ابراهيم - لحلّ مشكلته. فالمسؤول عن العائلة يجب أن يتواصل مع الرّب بشكلٍ دائمٍ كي يتمكّن من حلّ مشاكل عائلته. وبِما أنّ الزوج هو رأس العائلة فمِن مسؤوليته الدفاع عن كلّ فرد يعيش تحت رعايته.

فحنان ألقانة على حَنّة لم ينفَعها بشيء، لأنّها كانَت بحاجة لأكثر مِن ذلك. أرادت أن تصبِح أمّاً، فالنساء يولدْنَ ويبدأن تدريجياً بالإستِعداد ليصبحْنَ أمّهات. وحنان أفراد العائلة الآخرين لا يمكن أن يعوضها عن رغبتها الأساسية. لقد فعلت حَنّة الشيء الصحيح: دخلَت إلى محضَر الرّب وسكبت نفسَها أمامه، عندما رآها الكاهن عالي في البداية ظنّها سكرى، إلّا أنها أتَت وَوضَعت كلّ معاناتها أمَام الرّب. وأخبرته أنّها كانت تطلب البركة من الإله القدير. وانتصرت على مِحنتها. وهكذا أتى رجلاً من رجال الله العظماء "صموئيل" ابن حَنّة وألقانة البكر، والذي أصبح لاحقاً نبيّاً.

من يصلّي بإصرار وتصميم لحلّ مشكلته سيجِد الحلّ بكلّ تأكيد.

 

محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.ر.سوارز