رسالة اليوم

17/02/2018 - الطَّعَامِ الْبَاقِي

-

-

"اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ" (لوقا 27:6).

إن الدِراسة التي اِكتسبناها من خِلالِ التعليمِ الرسمي هي جَيدةٌ وضَروريةٌ لكُلِّ الأشياءِ التي نقومُ بها. فعلى سَبيلِ المِثالِ الحُصولُ على الشهادةِ الجامعيةِ، لا يُعطينا الامتياز للتنافُس في البحث عن فرصِ العملِ فقط، بل يُعطينا أيضاً القُدرةَ على تَوسيعِ مَعرفتنَا حول العالمِ. ومعَ ذلك، عِندما نمُوت لنْ يأخُذ أحداً مَعهُ هذهِ النظرياتِ التي كتبهَا المُؤلفين المَشهورين، لأن المَوتَ يعني حَداً نِهائياً لكُلِّ ما هو مَادي.

لكنَّ العكسَ يَحدثُ مع الذين يَتعلمونَ كلمة الله. وما نتعلمهُ من خلالِ قراءةِ الكتابِ المُقدسِ لا يتركنَا أبداً عنَّا، و لكنهُ يبقى مَعنا طوال الأبدية. والآن، وإذا كانَ يسوع عَلمنا أن نَطلبَ هذا "الطعام"، فهذا لأنهُ سوف يَكونُ ضرورياً للذينَ سوفَ يكونونَ معهُ في السَماء. فمنَّ الجيدِ أن ننتبه إلى هذا السرّ ونَسعى جَاهدينَ كل مرة لنعرف أكثر عنهُ.

يُعطينا الله هَذا الطعام، ولكننَا يجبُ أن نَجتهدَ للحُصولِ عليهِ. والذي لا يَهتم ولا يَسعى للحُصول عَليه، لنْ ينالهُ.

نحنُ نعرفُ جيداً ما يجبُ علينا القيامُ بهِ للحصولِ على هَذا " لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ "، فلماذا لا نَسعى للحُصولِ على المزيدِ منهِ؟ وإلا سُوف نذهب للأبديةِ دونَ الحُصولِ عليهِ. وإن لمْ يكنْ ضَرورياً أن نُخزن هَذا الطعام، فَبلا شكٍ، لم يَكنْ الرب نصحنَا أن نَعملَ من أجلِ هذا الغَرض.

قالَ الرَّبّ أنه سيُعطي هَذا الطعام للذي يَعمل من أجلهِ، ولمْ يَقُل إن البعضْ سوفَ يَحصلونَ عليهِ دُون عَناءَ. وهَذا يُبين أن يَسوع يَعلمْ ويَرى مَا نفعلهُ وما لمْ نقُوم بفعلهِ. وإذا اِجتهدنَا، فإنهُ سَوفَ يُكافئنَا بهذا الطعام الأبدي. ولكِنْ، إذا كُنا مُهملين أو مُتقاعسين، لنْ نحصُل على شيء.

صَرحَ الله الآب، ليَسُوع بَأن يُعطينَا هَذا الطعام، ولا ينَبغي عَلينا أن نَطلبهُ لمُجرد الفُضول. بلْ بالعكس، يَجبُ أن نَأخذَ المَوضوعَ بِجديةٍ تامةٍ، لأن الله مَسحهُ لكي يُعطينَا هَذا الطعام المُبارك. والذي يَحتقر هَذا السرّ منَّ الرَّبَّ سوفَ يَندمُ إلى الأبد. وفقط أولئك الذينَ يهتمونَ ويَبذلونَ ما في وسعِهم للحُصولِ عليهِ، سَينجحونَ في ذَلك.

أكد السيد إن مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا (يوحنا 12:14) لذلكَ يجبُ أن نطلبَ نفسَ الإمكَانيات ونَفسَ المِسحة. ونطلُب أن نَكونَ مَختومين من الرَّبِّ وأن تسعى جَاهدينَ لكي يُعطينَا القُدرة على فَتح عقولِ الشَعب. بالطبع هُناكَ بعضَ الأشياءِ يستطيعُ هو وحَدهُ القيامُ بِها، ولكنْ نَحنُ يُمكننا أن نَقودَ الناسَ إليهِ، لكي يَستطيعوا أن يَستنيروا بِالحقيقةِ الأبديةِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز