رسالة اليوم

16/02/2018 - أهَمِيةُ تَنفيذِ مَشِيئةِ الله

-

-

"فَأَجَاب: أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا" (لوقا 21:8).

وعدَ الرَّبّ أبناءَهُ بِمجدٍ عَظيمِ: وأياً منْ يُعطي حَتى ولو كُوبَ مَاءٍ باردٍ لأحد، لنْ يَضيعَ أجرهُ أبداً. والشَخصُ الذي يَضعُ نَفسهُ تحتَ تَصرف الرَّبّ ويَفعل مَا يُرضيه، سَيكون مُكرماً من قبلِ سُلطاتِ السَماء الرُّوحية، ومِن المَلائكةِ ومن الشَياطينِ أيضاً. فَالأرواحُ الشرِّيرة تَعرفُ أولئكَ الذينَ يَدعونَ أنفسهُم تحتَ تصرُفِ الله ليَستخدمهُم، وتجدهُم يَخشونهُم، ويَخافونَ أن يَفتحونَ أفواههُم ويَنطقونَ باسمِ يَسُوع.

يُعلم الشَّيْطان جَيداً أنهُ فقدَ كُلَّ قُدرتهِ وسُلطانهِ عَلينَا بعدما قررنَا قُبولَ المَسيح وتغيرنَا. ولكنهُ يَستطيعُ تجربتنَا. ولذلك، فهو يُحاولُ وبكلِّ طاقتهِ وبِعروضهِ المُغرية أن يُبعدنَا عن الخطةِ الإلهيةِ. ولذلكَ، عَلينا أن نَكونَ يَقظينَ ولا نُعطيهِ ذَرةً واحدةً ليحققَ رَغبتهُ، لأن الذي يُصغيَّ إليهِ سيفقدُ الشركةَ مع الآبِ. فالشيطان لا يُجربنَا فقط بِالخطايا، مِثل مُمارسةِ الزنا والدَعارةَ، ولكنْ لديهِ أيضاً عُروضاً مَاليةً غَريبة، وكذلكَ مَشاكلَ عَائلية، وأنواعَ أخرى منَّ العُروضِ والشَهواتِ.

يَقعُ العَديدُ من المَسيحيينَ في نفسِ الخَطأ، وهو أنهُم يَسمعُونَ الكلمةَ فَقط. فَتجدهُم يَستمتعونَ بَسماعِ صَوتِ الرَّبِّ. وحتى أن البَعضَ مِنهُم يَتأثرُ ويَبكي من أعمالِ الرَّبِّ، لكنهُم لا يَفعلونَ شَيئاً أكثر من ذَلك. يا إخوتي، يَجب أن نَكونَ سَامعينَ الكلمة عاملينَ بها، فَالرَّبّ لنْ يُعطينا إلهاماً مِن كلمتهِ للبركةِ فَقط، وخالي من أي هَدف. ولكِنْ، كُلّ ما يُخبرنَا بهِ يُعتبرُ ذو أهميةٍ جَوهريةٍ، وجزءٌ هامٌ منْ خِطتهِ العَظيمةِ للبشريةِ. وأعمالُ الشفاءِ هي شيءٌ بَسيطٌ ولكي يُظهرَ قوتهُ، ولهُ قيمةٌ كبيرةٌ لزيادةِ إيمانِ من كانوا يَسمعونَ عنهُ. ولذلكَ لا تقف عِند هَذهِ النُقطة، ولكنْ، في كُلِّ مرةٍ تسمعُ فيها صَوتُ الله وتَفهمُ كلمتهِ اِعلم أن هَذا مَايُريدهُ لحياتِك، وأسعى للحُصولِ عليهِ فوراً، لأنهُ عِندمَا يُعطينا أية رِسالةٍ، يَضعُ قُدرتهُ الكاملةُ على اِستعدادٍ لتنفيذِ ذلك الذي نُؤمنُ بهِ ونُصممُ عَليهِ.

منْ يَرغبُ في أن يَكونَ عُضواً في عَائلةِ الرَّبِّ؟ الجَميع، أليْس كذلك؟ فَهذا أمرٌ مُمكنٌ، فبمجردِ أن يكونَ الشخصُ من السامعينَ والعاملينَ للمَشيئةِ الإلهيةِ التي تُعلنْ لهُم. وفي اللحظةِ التي تُقررُ فيهَا تنفيذَ ما قد قيلَ لكَ، يَصدرُ تَحذيراً في العَالمِ الرُّوحي، بأنكَ قد صرتَ جُزءاً من عائلةِ الله. وهلْ سَيقفُ الرَّبُّ مُتفرجاً إذا كانَ أحدُ أبنائهِ في خَطر؟

ليْس هُناكَ مُكافأةٌ أعظمُ من أن تكونَ عُضواً في شَعب الله. وهَذا الامتيازُ مُتاحٌ لجميعِ الذينَ يُؤمنونَ بهِ ويُنفذونَ مَايقولهُ لهُم. وأنا واثقٌ من أن الله ليْس رَّبُّ عملٍ شريرٍ كالذينَ في العَالمِ، ولذلكَ، سَوفَ لن يَتركنَا نُعاني في الأبديةِ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز