رسالة اليوم

15/02/2018 - كُنْ في المَكانَ الصَّحِيح

-

-

"فَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ الْيَدُ الْيَابِسَةُ: قُمْ فِي الْوَسَطِ!" (مرقس 3:3).

إن كُلَّ منْ يسعى لإرضاءِ الله يَعلمُ جيداً في قَلبه، مَا هو المَكان المُناسب الذي يَنبغي أنْ يَشغَلهُ في عَملِ الرَّبِّ. ولذلكَ، فهو يُعطي أبنائهُ التُوجهات المُناسبة لإتمامِ عَملهِ. ويُمكنكَ فقط أن تَطلُب من الرَّبّ وتَسألهُ عنْ ما يدور في عَقلكَ وسوف يُجيبكَ بالتأكيدِ.

أفضلَ شيءٍ هو أن تَبقى جَاهزاً لتَعامُلاتِ الرُّوحِ القُدس معكَ. وذَلك، عِندَ سماعِ الوعظِ، أو عندَ قراءةِ الإنجيلِ، واِنتبه إلى مَا سَوفَ يَلفتُ اِنتباهكَ إليهِ الرَّبّ، لأنهُ هكذا سَيتكلمُ لكَ ويُوجهُك. ويُعطيك القوُّة الإلهية التي بِواسِطتهَا يُمكِنك أن تَأتي إلى الآب. ولكِنكَ لنْ تَحصل على اِستجاباتٍ من الآب أو بَركاتٍ، بِالذهابِ إليهِ عِندَ الحَاجةِ إليهِ فَقط.

يُولدُ الإنسانُ وهو مَربوطٌ في كُرسيٍ من الهَزيمةِ والفَشلِ. ولذلك، لا الوَاعْظ ولا الكنيسة لهُما القدرةُ على إخراجهِ من هَذا المَكان؛ وأفضلَ مَا يُمكننَا تَقديمهِ لهُ هو رسَالةُ السَماء. لأنهُ في الواقعِ، فالرَّبُّ وحدهُ القادرُ على خَلاصهِ ومَنحهِ العَطايا. ولكنْ، حَتى بَعدَ سَماعِ كلمةِ الله، يَحتاجُ النَاس إلى الوقوفِ أمامَ الله، وأخذ مَكانهُم المُناسب في خِطتهِ. فيا إخوتي، منْ لا يَفعل الجُزء المَطلوب منهُ يعيشُ مَحرُوماً منْ البركاتِ المُوعودِ بها.

يَجبُ علينا أن نكونَ حَيثما يكونُ الرَّبَّ، ونَسمعُ ما يَقولهُ لنا، بِغضِ النظر عنْ منْ يُوعِظ. فمنَّ الضروري لكي يَعمل الرَّبَّ في حَياتنا، أن نَشتركَ في الوحي السَماوي. والذي لا يُخالط شَعب الله ولا يَلتصق بهِ، لنْ يَحصل على البَركاتِ الإلهيةِ. ومنْ يَعتبرونَ أنفسهُم من نوعٍ خاصٍ أو أنهُم مُميزون فقط لانهُم جُزءٌ من عَائلةِ الرَّبَّ، فَحتى بَعدَ أن يَتعلموا الحق، سَوف لنْ يَحصلوا على اِنتصاراتٍ ولو قَليلةٍ في الإيمانِ.

يفقدُ بعضَ الأشخاصِ بركاتِهم وهَذا شيءٌ مُؤسف، وذَلك بِسببِ افتخارهِم بِمستواهِم العِلمي، أو بِعائلتِهم التي يَنتمونَ إليها، أو بِالمكانةِ التي حَصلوا عَليهَ في المُجتمع، أو لأي سَببٍ آخرٍ، وهَذهِ خدعةٌ نَاجحةٍ من الشَّيْطان في حَياتهم، والنتيجةُ سَتكونُ ضَياع بَركاتِهم. فَهؤلاءِ الأشخَاص يَسمعونَ رِسالةَ الإنْجيل القَوية، ولكِنْ، ولسَببٍ ما لا يَنضمونَ لشعبِ الرَّبِّ المُنتصر. لأنهُ فقط أولئكَ الذينَ يَتواضعونَ سَيرتفعونَ.

نَعودُ إلى وضَعِنا الطبيعي عِندمَا نَقبل الكلمةَ ونَخضعُ لها. فَمُنذُ خَطيئةِ آدم، وطردِ الإنْسان مِن الوجودِ الإلهي، وبهِ أصبحنَا نَعيشُ بَعيدينَ عنْ خِطةِ الرب. والآن، منْ يَخضع للمَشيئةِ الإلهيةِ تَعودُ يدهُ صَحيحةٌ كالأُخرى (متى 13:12).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز