رسالة اليوم

11/02/2018 - لا يُريد الآبُ أنْ تَهْلك

-

-

"فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ كانَتْ كلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَكرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ قَدْ غَضِبَ الرَّبُّ غَضَباً عَلَى آبَائِكُمْ"(سفر زكريا 1:1-2)

قرّرَ الرَّبَّ مُصالحةً شَعبهِ المُتمردِ في بِدايةِ خِدمةِ زَكريا النبيّ. وهو يفعل الشيء نفسهُ مَعنَا، بحيث يَعملْ على فتح أعَيننا، لنكونَ بَعيدينْ عنْ المُعاناة. السِجن سَبعين عَام في السَبي، الذي عَانى مِنهُ شعبَ إسرائيل، ما هو إلا رمز للسجنِ الحقيقي الذي أُعد لأولئكَ الذينَ أداروا للحق ظهورهُم. يا أخي، هلْ ذَهبت بعيداً؟ هلْ أنتَ تَنتمي إلى واحدةٍ من تِلك الفِئات الاثنى عَشر المَذكورة في الكتابِ المُقدسِ، التي لنْ تَرث المَلكوتَ (1 كورنثوس 10:6) والذينَ سَيُجربونَ المَوتَ الثاني (رؤيا8:21). وإذا كانَ الجَوابَ نعَم، فأنصحكَ أن تأتي بِسُرعة، وتقبل المُصالحة التي أقامهَا الرَّبَّ العليّ مَعنا في المَسيح، فأنك إذا أجلتها لوقتٍ لاحِق، سَوفَ تَجلب لكَ ألماً كبيراً.

سَمع زَكريا الرَّبَّ يقول أنهُ سوفَ يكونُ سُورَ نارٍ (زكريا 5:2). وهَذا يَدلُ على حُبهِ لأورشليم وغَضبهِ من أولئك الذينَ هَاجموا شَعبهُ فيها. ولا يزال الرَّبَّ العليِّ أيضاً هو سُورَ النارٍ الذي من حَولنا، والذي هو عَزاءٌ كبيرٌ لجميعِ أبنائهِ. لأنه يُمكننَا السَير بحُرية، غَيرَ مُهتمين وعَالمين أن العدوُ لنْ يُعرقلَ صَفو حَياتنا طَالما كُنا أوفياء للرَّبَّ القدير.

ومِنْ بينِ الرسائلِ الأخرى المُهمة التي قدْ تحصلَ عليهَا النبيِّ من الرَّبَّ، رِسالةٌ لهَا مَعنى خَاص بِالنسبةِ لنَا، وهي أن الرَّبَّ سَوفَ يَسكنُ في وسَطنا (زكريا 10:2) ولذلك، يُمكننَا أن نَطمئن ونَستريحَ، لأن بِوجودِ ذَلك الذي هُو بِمثابةِ سُورِ نارٍ من حَولنا، لنْ يَستطيع الخَصم أن يَمسنا، إلا إذا سَمحنَا لهُ بذلكَ.

تَحدثَ زَكريا ذَات مَرة، عنْ مُقاومةِ الشَّيْطانِ للكاهنِ العظيم يَهوشع، وكيفَ وبَخ الشرير: ليَنتهركَ الرَّبَّ يا شَيطان. نعم، ليَنتهركَ الرَّبَّ الذي اِختارَ مَدينةِ أورشليم؛ أليسَ هَذا الرجل كحَطبةٍ مُشتعلةٍ اِنتشلت من النَار؟ " (سفر زكريا 1:3). ومن المُثيرِ للاهتمامِ، أن نري أن هَذا الكاهن كانَ لابساً ثِياباً قذرةً، وعِندمَا نَزعَ الاثم من يَهوشع، ألبسهُ الرَّبَّ ثِياباً مُزخرفةً. ويَحدثُ نفسَ الشيءِ مَعنا جَميعاً؛ حتى إذا كُنَا نَلبس مَلابس مُتسخة، الرَّبَّ يَحمينَا، ويَنتهر العدوُّ ويُعطينَا مَلابس جَديدة. نُلاحظ هنا أن الكاهنَ العَظيم كانَ واقفاً أمام مَلاك الرَّبَّ، فَيجبُ عَلينا أن نقف أمامَ كلمةِ الرَّبِّ لكي نَحصُل على نفسِ المُعاملةِ.

بَعد ذَلك، أعلنَ الرَّبَّ للنبيّ أن إنجازَ العمل لا يَ بالقُدرةِ ولا بالقوةِ، بل بروحهِ القُدوس (زكريا 6:4) وهَذا الدرس مُهم جِداً لحفظ عائلاتنا يا أخوتي، أو للحصوُل على أي بركةٍ أخرى. وعِندمَا رُوح الرَّبِّ يَفتحُ ذِهنك، يُمكنكَ التُصميم على مَا تُريده، لأنهُ إن كانَ قد قال شيئاً لقلبكَ، سَيُحققُ هذهِ النبوءةُ بالكاملِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز