رسالة اليوم

08/02/2018 - أعَظَمُ حَدَثٍ

-

-

"اَلْوَحْيُ الَّذِي رَآهُ حَبَقُّوقُ النَّبِيُّ" (سفر حبقوق 1:1).

يَستخدمُ الرَّبُّ أحياناً رِجالهِ للتنبؤ بِأحداثٍ ليْست جَيدةٍ. وهَذا ما حَدث مع حَبقوق، الذي تَنبأ بِمجيء الكلدانيينَ وكانت النَتيجةُ سبيِّ شعبِ يهوذا. فالذي يَخدمُ الرَّبَّ يَجبُ عليهِ دائماً أن يكونَ أميناً في خِدمته. وليْس على الخادمِ أبداً أن يُقررَ ما يجبُ عليهِ القيامُ بهِ، أو مَا يجب عليهِ قولهُ، أو يَختارُ أين يَجبُ أن يكونَ، لأن هَذا هو اِمتيازٌ خاصٌ من الرَّبِّ العليِّ.

كانت الكلمةُ التي قَالها حَبقوق قويةٌ جداً: الرَّبّ سَيستخدمَ شَعباً شِريراً لإعطاءِ دَرسٍ لإسرائيلِ. لكنْ في الوقتِ نفسهِ، شَجعهُم النبَي عِندما قال أن الرَّبَّ سيَقومُ بعملِ عَجائبٍ ولا يُؤمنون بَها. حَتى في يَومنا هَذا، عَادةً مَا يَستعمل الرَّبّ بَعض المُعجزات وأشخاصاً مُعينين لكي يُعلمنَا أنهُ لسببِ ما قد تركنَا كلمتهُ.

ألا يَهتم الرَّبَّ بمَا يحدث لشعبهِ؟ بالطبعَ يَهتم، وكانَ يعرفُ كيف كانَ يتصرفُ الكِلدانيينَ، ويعلمُ أيضاً أن منْ لديهِ إيمانٌ سينتصرُ في كُلِّ معاركه. لذلك يا إخوتي، يَجبُ على خَادمِ الرَّبِّ دَائماً أن يَحيا بِالإيمان. كانَ الرَّبُّ القديرُ على يَقينٍ بأن الإيمانَ الذي لدى بني إسرائيل كافياً لكي يَعيشوا هَذا الاختبار. والشيءَ نفسهُ ينطبقُ على كُلِّ أولئك الذينَ ينتمونَ إلى عَائلةِ الله فالإيمانُ الذي مَنحهُ لهُم هو كُلّ ما يَحتاجونَ إليهِ لمُواجهةِ أي أزمةٍ والخروجَ منها.

قال حَبقوق في النبوءةِ التي أعلنهَا عن مَجيءِ الكلدانيين، أنهُم كانوا مُستعدينَ بشكلٍ جيدٍ جداً. ومَع ذلك، سَيقعونَ في شرِّ أعمالهم. وقال النبيُ أيضاً، هكذا حَدث أن تَكونَ رُؤيةُ حبقوق مَكتوبةٌ، ويمكنُ لأي شخصٍ أن يَقرأها عندمَا يَمر مُسرعاً (حبقوق 2:2)

هُوذا قد اِنتفخت رُوحِ الكِلدانيينَ ونُفوسهُم غيرُ مُستقيمةٍ فيهم (حبقوق 4:2) فَلماذا، مُنحت لهُم القوَّةُ لاضطهادِ شَعبِ الله؟ الآن، إنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ، وكُلُّ مَا يَهم هو أن البَار بِالإيمانِ يَحْيا (حبقوق3:2 رومية17:1 ). فلا تُضيعَ الوقتَ في مَعرفةِ  سببِ مَذلتِك. ولكنْ، عِش بِالإيمانِ.

قَبل كتابتهِ لمَزمورِه الجَميل (اقرأ إصحاح ٣)، أعلنَ النبي حَبقوق عن الويل القادم على الكلدانيين، وحَذرهُم من الشرّ الذي سيجلبونهُ علي بِيوتهُم، ومَدينتهم التي سَيقيمونهَا على الدماءِ والإثمِ (حبقوق 9:2-19 ). أستخدمَ الرَّبّ حبقوق ليُقدم لنَا رِسالة رائعةَ : "لأَنَّ الأَرْضَ سوف تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. (حبقوق ٢ :14 )

اِنتبه: سَيأتي اليوم الذي تستيقظُ فيهِ كُلِّ الأمم، وجميعِ سُكانها يَسعونَ لمعرفةِ الخالقِ. وسأفعلُ كُلَّ ما استطيع للمشاركةِ في هَذا الحدث الفريد. وفي النِهايةِ، قد اِستخدمني الرَّبُّ في ترتيبِ مِثلِ هذا الحَدث.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز